Post image

نزيف الطرق مستمر في ليبيا.. حوادث دامية بلا حلول جذرية

لم تعد الحوادث المرورية في ليبيا مجرد أرقام عابرة، إذ تكشف الإحصائيات الرسمية حجم المأساة التي باتت ترعب الليبيين وتترك عشرات العائلات غارقة في الفجيعة.

فقد حصدت الطرقات المتهالكة خلال الأشهر الماضية أرواح الكثيرين، وسط تساؤلات مستمرة حول غياب إجراءات الردع الفعلية للحد من هذا النزيف.

وفي أحدث البيانات، رصدت أقسام المرور والتراخيص في مديريات الأمن الليبية 762 حادثاً مرورياً خلال شهر مايو الماضي فقط، أسفر عن وفاة 200 شخص وإصابة 333 آخرين، إضافة إلى تضرر 1216 مركبة، بحسب الإحصائية الصادرة عن إدارة المرور والتراخيص التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية منهية الولاية مطلع يوليو الجاري.

ولكن مايو لم يكن سوى حلقة في سلسلة متواصلة من المآسي، فعلى الرغم من أن وزارة الداخلية لم تنشر بعد إحصاءات شهر يونيو، أعلنت مديريات الأمن في مختلف المناطق تباعاً عن حوادث دامية، ففي الثامن من يونيو، شهدت منطقة جنوب غرب طرابلس حادثاً مروعاً أدى إلى وفاة ثلاث سيدات وإصابة امرأة والسائق، إثر انحراف سيارة عن الطريق، وبعد يوم، لقي شاب في السابعة عشرة من عمره مصرعه جنوب مدينة هراوة نتيجة انقلاب مركبته بسبب السرعة الزائدة، وفي العاشر من الشهر ذاته، وقع حادث وسط العاصمة أسفر عن وفاة شخص وإصابة آخر، أعقبه حادث آخر منتصف يونيو قرب بلدة تازربو بالكفرة، حيث لقي ثلاثة رجال حتفهم جراء اصطدام سيارتين ليلاً.

كما شهد يوم 28 يونيو حادثاً جديداً شرق مدينة رأس لانوف أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بسبب تجاوز السرعة المقررة، واختتم الشهر بحادث مرير في بويرات الحسون، غرب سرت، أدى إلى وفاة امرأة وإصابة طفليها.

وتتكرر هذه المشاهد المأساوية على امتداد الشهور، إذ شهد مارس الماضي حادث تصادم جماعي في منطقة الشويرف أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص، أرجعها عميد بلدية أوباري، أحمد ماتكو، إلى سوء حالة الطريق وغياب الصيانة، لافتاً إلى أن النيران التي شبّت في السيارات حالت دون إنقاذ الضحايا، وفي الشهر ذاته، قضى أربعة أشخاص وأصيب ستة آخرون إثر انقلاب حافلة ركاب قرب الكفرة، فيما أعلنت مراقبة التربية والتعليم في البيضاء الحداد بعد وفاة خمسة طلاب في حادث سير بينهم ثلاثة أشقاء، وصفته بأنه مأساة هزّت المدينة بأكملها.

هذا النزيف المستمر حظي باهتمام دولي، إذ صنفت منظمة الصحة العالمية ليبيا في نهاية عام 2024 ضمن قائمة الدول الأكثر خطورة من حيث الحوادث المرورية، بمعدل بلغ 34 وفاة لكل 100 ألف نسمة، وتؤكد وزارة الداخلية هذا المسار الكارثي، إذ وثقت في نوفمبر 2024 وحده 732 حادثاً مرورياً أسفر عن 147 وفاة و357 إصابة بليغة و228 إصابة بسيطة.

وسط هذا الواقع، يبرز سؤال محوري حول الأسباب، ويرى الضابط في شرطة المرور، أنس بوشعالة، أن غياب الردع القانوني في المناطق النائية عامل أساسي في تصاعد الكوارث، موضحاً في تصريح صحفي أن معظم الوفيات الجماعية سجلت في المناطق الريفية ذات المساحات المترامية، مرجحاً أن عدم تقيد السائقين بقيود السرعة، خاصة في الطرقات الصحراوية التي تربط القرى، هو السبب الرئيس في ارتفاع المؤشرات.

وفي المقابل، أعرب المواطن عصام بوحرارة من طرابلس عن قلقه البالغ حيال تزايد الحوادث دون حلول ملموسة، متسائلاً عن دور السلطات في المدن الكبرى التي تسجل بدورها معدلات مرتفعة للحوادث، وأكد في حديثه أن تهالك الطرقات هو العامل الأبرز وراء هذه الكارثة، مشيراً إلى أن كثيراً من الطرق لم تشهد صيانة منذ عقود.

وشدد بوحرارة على أن تحول الطرقات إلى “وجهات تقود المواطنين نحو القبور”، على حد وصفه، يستدعي تحمل السلطات مسؤولياتها والاعتراف بجذور الأزمة، داعياً إلى بناء استراتيجية وطنية شاملة لإصلاح البنى التحتية المتهالكة وتطبيق القوانين المرورية بصرامة لحماية أرواح الليبيين.

Post image

ليبيا.. العثور على جثة عبدالسلام البركي بعد أيام من اختطافه على يد مسلحين

أعلنت مصادر ليبية، فجر اليوم السبت، العثور على جثة الشاب عبدالسلام زايد البركي في مدينة الخمس، وذلك بعد أيام من اختطافه من قبل مسلحين مجهولين.

وأكد ناشطون أن عملية القتل تمت بعد يومين فقط من اختطاف البركي، مرجحين تورط ميليشيا تُعرف باسم “المريندا” في تنفيذ العملية، ووفقاً للمعلومات المتداولة، تم العثور على الجثة في منطقة قرب سد “وادي لبدة” بضواحي مدينة الخمس، في مشهد أعاد إلى الأذهان حوادث سابقة مشابهة.

وبحسب مصادر محلية، فإن البركي كان يعمل ضمن “إدارة العمليات والأمن القضائي” التابعة لجهاز الشرطة القضائية في مدينة الخمس، وهي الإدارة التي تم حلها مؤخراً بقرار صادر عن رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة، في مايو الماضي، على خلفية أحداث طرابلس الدامية.

وأفادت صحيفة محلية ليبية بأن عائلة البركي هي من تمكنت من العثور على جثته بعد عمليات بحث دامت أياماً، منذ اختطافه يوم الأربعاء الماضي، حيث تعرفت عليه بعد اكتشاف الجثة في مكان ناءٍ بالقرب من السد.

وقد أثارت هذه الواقعة صدمة في الشارع الليبي، وأعادت إلى الأذهان قضية اختطاف ووفاة الناشط السياسي الليبي عبد المنعم المريمي، الذي اختفى في ظروف غامضة قبل أن يُعلن لاحقاً عن وفاته، بعد أن تبين أنه كان محتجزاً لدى جهة أمنية سلّمته إلى النيابة العامة قبل إعلان وفاته.

وتسلّط جريمة قتل البركي الضوء مجدداً على استمرار الانفلات الأمني في بعض المدن الليبية، وغياب المحاسبة الواضحة للجماعات المسلحة التي تنشط خارج نطاق الدولة، وسط مطالبات متزايدة من منظمات حقوقية ومدنية بفتح تحقيق شفاف في ملابسات الحادث، وتقديم الجناة للعدالة.

Post image

تحذيرات من السباحة بسبب اضطراب البحر في ليبيا

وحدات الإنقاذ البحري في المنطقة الشرقية، أطلقت اليوم الجمعة، تحذيرا رسميا دعت فيه المواطنين إلى الامتناع عن السباحة على امتداد الساحل الليبي، بسبب الاضطرابات الشديدة في البحر الناتجة عن رياح قوية تضرب السواحل منذ مساء أمس الخميس.

وجاء في بيان مقتضب نشره قسم الإنقاذ عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن البحر “غير صالح نهائيا للسباحة في الوقت الراهن”، مؤكدا أن الظروف المناخية تخلق تيارات مائية خطرة قد تعرّض حياة السباحين للخطر حتى في المناطق القريبة من الشاطئ.

ورافق التحذير مقطع فيديو التقط من مصيف سيدي خليفة في بنغازي، ظهر فيه أحد رجال الإنقاذ وهو يشكر المواطنين الذين التزموا بالتعليمات، محذرا في الوقت ذاته من أن “من يستهين بهذه الظروف يتحمّل مسؤولية نفسه”.

وتأتي هذه التحذيرات بعد ساعات من إعلان وحدة الإنقاذ البحري في طلميثة عن تسجيل حالة غرق جديدة قبالة شواطئ مصراتة، بينما لا تزال فرق البحث تعمل على تحديد مصير مفقود آخر في نفس المنطقة.

وربطت فرق الإنقاذ بين سوء الأحوال الجوية وتكرار حوادث الغرق، خصوصا في ظل عدم التزام بعض المصطافين بتوصيات السلامة البحرية، وكررت الجهات المختصة مناشدتها للأهالي والزوار بضرورة احترام التحذيرات الرسمية، والامتناع عن السباحة إلى حين استقرار حالة البحر.

ويُذكر أن الساحل الليبي الممتد لأكثر من 1900 كيلومتر، يعاني من نقص في التجهيزات المخصصة لمراقبة الشواطئ ونقص عدد فرق الإنقاذ، مما يزيد من صعوبة التدخل السريع في حالات الغرق والطوارئ البحرية.

وفقا لتقارير فرق الإنقاذ البحري في ليبيا، تم تسجيل ما لا يقل عن 5 حالات غرق خلال الأسبوع الأول من يوليو 2025، في مناطق متفرقة من الساحل الليبي بين بنغازي ومصراتة، وهو ما يعد ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالأشهر السابقة، حيث تسجل المعدلات عادة حالتين إلى ثلاث أسبوعيا في ذروة الصيف.

 

Post image

اكتشاف جثة مجهولة تحمل آثار تعذيب غرب صرمان في ليبيا

في حادثة جديدة تُضاف إلى سلسلة الجرائم الغامضة في غرب ليبيا، عُثر مساء اليوم الجمعة على جثة رجل مجهول الهوية قرب إحدى العمارات السكنية في المنطقة الغربية من مدينة صرمان، وبدت عليها آثار تعذيب واضحة.

وأكد مصدر أمني في مديرية أمن صرمان، أن بلاغا ورد إلى الجهات المختصة من عدد من السكان بشأن وجود جثة ملقاة، وتحركت على الفور فرق النجدة والبحث الجنائي نحو الموقع، حيث فُرض طوق أمني وبدأت عملية التحقيق الميداني.

وبحسب المصدر ذاته، فإن المعاينة الأولية للجثة تشير إلى تعرض الضحية للتعذيب قبل وفاته، دون أن تتوفر حتى الآن أي معلومات عن هويته، وتم نقل الجثمان إلى المستشفى لعرضه على الطب الشرعي وتحديد سبب الوفاة بدقة، في حين فُتح تحقيق موسّع لكشف ملابسات الحادث والجهة المحتملة التي تقف وراءه.

وتأتي الحادثة في سياق تصاعد لافت لحوادث العنف والاغتيالات والجرائم مجهولة الدافع في عدة مدن بغرب البلاد، من بينها صرمان، التي شهدت خلال الأسابيع الماضية هجمات على مقار أمنية ومداهمات أفضت إلى اعتقال أشخاص بحوزتهم مواد مخدرة.

وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، سجلت صرمان وحدها أكثر من 7 حوادث قتل مجهولة الدافع بحسب مصادر حقوقية محلية، فيما تراجعت نسبة الكشف عن الجناة إلى أقل من 30%.، وتأتي هذه الجريمة في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تراجع السيطرة الأمنية في المناطق الساحلية الغربية، في ظل ضعف التنسيق بين الجهات الشرطية وغياب هيكل موحد للعدالة الجنائية.

 

Post image

عقيلة صالح يحضر توقيع وثيقة مصالحة بين قبيلتي العواقير والعبيدات

رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، حضر أمس الخميس، حفل توقيع وثيقة المصالحة بين قبيلة العواقير (بطن القطارنة) وقبيلة العبيدات (بطن عبد الكريم) في منطقة الأبيار شرقي مدينة بنغازي.

كما حضر المناسبة عدد من النواب ووزراء الحكومة المنتخبة من البرلمان، إلى جانب مشايخ وأعيان وحكماء القبيلتين.

وأكد عقيلة صالح خلال الكلمة التي ألقاها في الحفل أن المصالحة الوطنية باتت ضرورة ملحّة لضمان تماسك الوطن وتحقيق العدالة بين أبنائه، وأوضح أن جهود رأب الصدع وجمع الصفوف تُعد ركيزة أساسية لبناء بيئة مستقرة وآمنة، وتمهد الطريق لمزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزز فرص التعايش السلمي والتعاون المشترك.

وأشار رئيس المجلس إلى أن مثل هذه المبادرات تعبر عن قيم التسامح والأخوة، وتُسهم في رفع مستوى الثقة المتبادلة بين الأطراف، بما يعزز بناء وطنٍ موحد يشارك فيه الجميع الاستقرار والتنمية.

يذكر أن الخلاف بين قبيلتي العواقير والعبيدات نشأ نتيجة تداخل محورين بارزين: الأول، النفوذ العسكري بين صفوف العواقير، حيث ضمت قيادات مسلحة فعّالة وانشقاقات داخل القبيلة؛ أما الثاني، فيتعلق بالتأثير السياسي لحاضنة العبيدات، المصالحة الأخيرة أكثر من مجرد وقف للتوترات، إذ تمثل بداية لهيكلة جديدة لعلاقات النفوذ بين القبيلتين، ودمجهما في تحالف وطني يهدف إلى إخراج بنغازي من دائرة المنازعات القبلية والسياسية.

 

Post image

البرلمان الليبي يشارك في أول قمة برلمانية رقمية إفريقية بلوساكا

عضو مجلس النواب وممثل ليبيا في البرلمان الإفريقي ولجنة النقل والطاقة والاتصالات والتكنولوجيا، عبد القادر يحيى، شارك أمس الخميس في أول قمة برلمانية رقمية بالقارة، التي انطلقت فعالياتها في مدينة لوساكا عاصمة زامبيا.

وتنظم هذه القمة برعاية البرلمان الإفريقي(PAP)، ومركز أبحاث الإسكان والصحة الإفريقي (APHRC)، والاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة (GSMA)؛ لصياغة سياسات إفريقية تستند للأدلة العلمية في التحول الرقمي.

يستمر المؤتمر ثلاثة أيام، ويجمع أعضاء اللجان البرلمانية الإفريقية المعنية بمجالات النقل، الصناعة، الاتصالات، الطاقة، العلوم والتكنولوجيا، الصحة، والعمل والشؤون الاجتماعية، بالإضافة إلى ممثّلين عن مؤسسات الاتحاد الإفريقي وخبراء باحثين في السياسات الرقمية.

تركزت المناقشات في القمة حول الذكاء الاصطناعي، والصحة الرقمية، وكذلك حوكمة البيانات باعتبارها محركات رئيسية لتشكيل خارطة الطريق الرقمية للقارة.

كما تطرقت إلى تقارير حول التصنيع الذكي والصحة الرقمية، أعدّتها لجنة حقوق الإنسان الإفريقية بالتعاون مع GSMA، حيث تهدف الاجتماعات إلى اعتماد تشريعات متقدمة لحماية البيانات وتعزيز الأمن السيبراني على مستوى القارة.

تمثّلت مشاركة ليبيا في هذه القمة في تعزيز دور البرلمان الليبي في صياغة السياسات التشريعية الرقمية، بما يواكب طموحات القارة في مجال التحوّل الرقمي المستدام.

Post image

مؤسسة النفط الليبية تبحث في بنغازي خطط تدريب العاملين

عقد مديرو التدريب بشركات المؤسسة الوطنية للنفط اجتماعهم الدوري الثالث بمدينة بنغازي، وذلك لمناقشة مستجدات مبادرة رئيس مجلس إدارة المؤسسة، مسعود سليمان، الهادفة إلى تطوير برامج تدريب العاملين في قطاع النفط.

وأعلن مدير عام الإدارة العامة للتدريب، محمد بشر، خلال الاجتماع، الشروع في مراجعة البيانات الواردة من بعض الشركات الخاصة بالعاملين المستهدفين بالتدريب، مؤكداً على ضرورة الإسراع في إحالة بقية البيانات في أقرب وقت ممكن، حتى يتسنى عرضها على رئيس مجلس الإدارة لاتخاذ التوجيهات اللازمة بشأنها، جاء ذلك بحسب بيان نشرته المؤسسة الوطنية للنفط، أمس الخميس، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.

وتناول الاجتماع استعراض خطط التدريب الحالية، ومناقشة الاستعدادات المتعلقة بخطة التدريب المقبلة، والتي تشمل إعداد الصف الثاني من الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع، إلى جانب برامج التدريب أثناء العمل بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية داخل ليبيا وخارجها.

كما قدمت شركات مشاركة في الاجتماع مجموعة من الملاحظات والمقترحات بخصوص لائحة التدريب، في إطار العمل على تطويرها وتحديثها بما يتناسب مع احتياجات المرحلة القادمة ومتطلبات العاملين.

وتخللت أعمال الاجتماع أيضاً عروض تقديمية حول مشروع المنصة الإلكترونية الخاصة بالتدريب، الذي يجري تنفيذه بالتعاون مع شركتي الجوابي و”IHRDC”، بهدف رقمنة إجراءات التدريب وتسهيل الوصول إلى برامج التأهيل والتطوير المختلفة.

ويأتي هذا الاجتماع ضمن جهود المؤسسة الوطنية للنفط لتعزيز كفاءة العنصر البشري، وضمان استدامة الأداء الفني والإداري في مختلف مواقع العمل، بما يسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للقطاع النفطي الليبي.

Post image

طرابلس على صفيح ساخن.. تصاعد الفوضى الأمنية وإصرار الدبيبة على البقاء

تتصاعد التوترات والفوضى الأمنية في طرابلس، حيث أصبحت العاصمة الليبية نقطة تماس مركزية للصراع بين تداعيات الاضطراب الداخلي ومحاولات رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة، البقاء في السلطة.

وشهدت الأشهر الماضية موجات عنف متفرقة، كان أبرزها الاشتباكات المسلحة في مايو الماضي، بعد اغتيال قائد “جهاز دعم الاستقرار”، عبد الغني الككلي، ما أدى لمواجهات بين مليشيات مثل الأجهزة المدعومة من حكومة الدبيبة وكتائب أخرى، وتسببت بمقتل مدنيين وإصابات عديدة.

ورد الدبيبة على الفوضى الأمنية بإجراءات عسكرية وإعلامية، فاستعاد السيطرة على بعض المناطق، وشكل لجنة أمنية مشتركة مع المجلس الرئاسي، كما تعاون مع فصائل مصراتة للسيطرة على المجموعات المسلحة، وأطلق تهديدات مباشرة ضدهم وطالبهم بتسليم مطار معتيقية والمعتقلات الخاص بهم لتكون تحت إشراف الدولة.

الأمم المتحدة وعبر بعثتها للدعم في ليبيا (UNSMIL) طالبت الأربعاء الماضي، 9 يوليو، القوى داخل طرابلس وحولها بالانسحاب دون تأخير، والكف عن أي تحركات أو خطاب يشعل تصعيدا جديدا؛ جاء ذلك بعد تقارير أشارت إلى عمليات تمركز عسكرية جديدة في الأحياء السكنية، وسط مخاوف من تجدد اشتباكات دامية في المستقبل القريب

ولم تكن جهود حكومة الدبيبة مقنعة للشارع الليبي، خصوصا أن تأتي من التمسك بالسلطة أكثر من كونها إجراءات لدعم الاستقرار، ووجهت للدبيبة اتهامات ببناء نفوذه على “تفكك المليشيات” واستغلال الاضطراب السياسي  بدل السعي إلى نزع السلاح وتوحيد مؤسسات الدولة، كما رأت بعض التحليلات أن السياسات الأمنية المركزة على السيطرة تخفي فشلا في تقديم رؤية سياسية واضحة للخروج من الأزمة .

وفي هذا السياق، يبدو أن تحقيق استقرار مؤسساتي حقيقي مستبعد دون خطة سياسية شاملة، فالدبيبة بحاجة إلى استعادة الثقة الشعبية وتفعيل الترتيبات الأمنية والاجتماعية عبر شراكة فاعلة مع المجلس الرئاسي والمجتمع المدني، وتعزيز الضوابط على التشكيلات المسلحة، إضافة لتحقيق تقدم على جدول الانتخابات المعلقة منذ 2021، وفق ملتقى الحوار، لقطع الطريق على الأزمة المؤقتة واختراق حالة التصلب.

وتعيش طرابلس اليوم توترا أمنيا وسياسيا يعكس انقساما واضحا، حيث تستخدم فيه الدولة أدواتها المتاحة، لكن بدون خطة متماسكة، وما لم تبن حكومة طرابلس تحالفات حقيقية وتشكل سلطة شرعية جامعة، فإن محاولات الدبيبة البقاء تبدو عرضة للانزلاق نحو صراع مفتوح أو أزمة جديدة مع قوات الشرق.

Post image

الأرصاد الليبية تحذر من رياح قوية تصل 25 عقدة على سواحل بنغازي ودرنة

أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا، اليوم الجمعة، تحذيراً من رياح شمالية غربية نشطة تؤثر على مناطق الساحل الشرقي، وتحديداً على ساحلي بنغازي ودرنة، حيث من المتوقع أن تصل سرعة الرياح إلى 25 عقدة.

وجاء هذا التحذير ضمن نشرة الصيد البحري اليومية التي يُصدرها المركز، والتي تضمنت تفاصيل الأحوال الجوية البحرية على طول الساحل الليبي من رأس اجدير غرباً إلى طبرق شرقاً.

وأشارت التوقعات إلى أن الساحل من رأس اجدير إلى سرت: ستكون السماء قليلة السحب، والرياح ستكون شمالية غربية إلى شمالية شرقية خلال اليوم، وتتحول إلى شرقية فجنوبية شرقية يوم غد، تتراوح سرعة الرياح بين 5 و15 عقدة.

وبخصوص ارتفاع الموج، فيُتوقع أن يتراوح بين 0.50 و1.50 متر، ويكون البحر في حالة خفيفة إلى قليلة الاضطراب، فيما تبقى درجات الحرارة ضمن نطاق يتراوح بين 26 و28 درجة مئوية، مع رؤية أفقية جيدة في عموم المناطق.

ونوهت النشرة إلى أن الساحل من رأس لانوف إلى طبرق: ستكون السماء صافية إلى قليلة السحب، فيما تهب الرياح من الاتجاه الشمالي الغربي إلى الشمالي، وتتحول غداً إلى شمالية شرقية على ساحل الخليج، بسرعة تتراوح بين 10 و20 عقدة، مع تسجيل أقصى سرعة عند 25 عقدة على ساحلي بنغازي ودرنة.

ومن المتوقع أن يتراوح ارتفاع الموج بين 0.50 و2.00 متر، ويكون البحر خفيف الموج إلى قليل الاضطراب، وتتراوح درجات الحرارة في هذه المناطق بين 25 و27 درجة مئوية، مع رؤية أفقية توصف بالجيدة.

ويهيب المركز الوطني للأرصاد الجوية بجميع البحارة والصيادين أخذ هذه التحذيرات بعين الاعتبار، ومتابعة التحديثات الجوية أولاً بأول، لتفادي أي مخاطر قد تنجم عن اضطراب حالة البحر وسرعة الرياح.

Post image

نائب ليبي يتهم الدبيبة بالتطبيع وإثارة الفوضى ويهدد بمحاكمته لاحقاً

اتهم عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، عبد الحميد الدبيبة، بالتورط في قضايا تطبيع مع دولة الاحتلال، داعياً إلى مثوله أمام القضاء لمحاسبته.

وأوضح التكبالي، في تصريحات صحفية، أن القانون الليبي ينص صراحةً على سحب الجنسية من المطبعين مع إسرائيل، ومحاكمتهم وسجنهم، معتبراً أن الدبيبة قد خالف هذا القانون، ما يستوجب تحريك دعاوى قضائية بحقه.

وأشار إلى أن رئيس الحكومة منتهية الولاية يسعى، بحسب قوله، إلى إطلاق سراح عدد من عناصر تنظيم “داعش” المحتجزين في سجن معتيقة، بهدف ضمهم إلى صفوفه لاستخدامهم في إثارة الفوضى وبسط نفوذه على كامل المنطقة الغربية من البلاد.

وأكد التكبالي أن الدبيبة سيواجه عاجلاً أو آجلاً محاكمات قضائية بمجرد خروجه من السلطة، لافتاً إلى أن عائلته متورطة في قضايا فساد، وسرقة مليارات من أموال الشعب الليبي، وهو ما يجعله، على حد وصفه، عرضة ليس فقط للمحاسبة القانونية بل حتى لخطر الانتقام الشعبي وربما القتل على يد الجماهير الغاضبة.

وأضاف أن رئيس الحكومة حاول سابقاً فرض ما وصفه بـ”الخط الأحمر” بينه وبين الشعب لمنع خروج أي احتجاجات ضده، إلا أن الليبيين تمكّنوا من كسر هذا الحاجز، ونزلوا إلى الشوارع متحدّين الميليشيات التي تتولى حمايته.

ولفت التكبالي إلى أن وتيرة المظاهرات مرشحة للتصاعد في المرحلة المقبلة، خاصة بعد لجوء بعض عناصر الأمن إلى إطلاق النار على المحتجين، معتبراً أن هذا السلوك لم يؤدِّ إلى تراجع المتظاهرين، بل ساهم في زيادة زخم التحركات الشعبية واتساع رقعتها.

وتأتي هذه التصريحات في سياق حالة من التوتر السياسي والشعبي التي تشهدها ليبيا، وسط اتهامات متبادلة بين الأطراف المختلفة على خلفية الصراع على الشرعية والسيطرة على المؤسسات والموارد.