واعتبرت المجلة العملية سابقة تاريخية تهدف إلى جمع القوات المسلحة الليبية المنقسمة بين الشرق والغرب في تدريب مشترك للمرة الأولى منذ أكثر من عقد.
وقالت المجلة إن نائب قائد أفريكوم الفريق جون برينان أعلن خلال زيارته إلى ليبيا منتصف أكتوبر الماضي أن تنظيم هذا التمرين في البلاد يمثل فرصة نادرة لإعادة بناء الثقة وتوحيد المؤسسات العسكرية، مشيرا إلى أن الهدف لا يقتصر على التدريب الميداني، بل يشمل أيضا دعم الجهود الوطنية لتوحيد الصف العسكري الليبي.
ووفق التقرير، من المقرر أن تجرى التدريبات الرئيسية في محيط مدينة سرت الواقعة على خط التماس بين الشرق والغرب، وهو ما يمنحها رمزية سياسية وعسكرية كبيرة، باعتبارها المدينة التي تفصل مناطق سيطرة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في طرابلس عن مناطق القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر.
وسيُنفذ التمرين بمشاركة نحو 1,500 جندي من أكثر من 30 دولة، إلى جانب مواقع تدريب فرعية في ساحل العاج وموريتانيا.
ويتضمن البرنامج تدريبات تكتيكية وميدانية على الرماية، وتكتيكات الوحدات الصغيرة، والإسعاف الميداني، فضلا عن تمارين القيادة والسيطرة وتقديم المساعدات الإنسانية للمجتمعات المحلية.
وأوضحت المجلة أن قيادة العمليات الخاصة الإيطالية ستتولى وضع الخطط التنفيذية الخاصة بمحور ليبيا ضمن تمرين فلينتلوك 26، بالتنسيق مع القيادة الأميركية أفريكوم وشركائها الأوروبيين.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التعاون المتزايد بين واشنطن وروما في ملفات الساحل وشمال إفريقيا، وفي سياق مساعي الحلفاء الغربيين لإعادة دمج ليبيا في منظومة الأمن الإقليمي بعد سنوات من العزلة والانقسام.
وخلال زيارته التي استمرت أسبوعا، أجرى الفريق برينان سلسلة اجتماعات في كلٍّ من طرابلس وسرت، شملت وكيل وزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية اللواء عبدالسلام الزوبي، ورئيس الأركان العامة الفريق أول محمد الحداد، ومدير الاستخبارات العسكرية اللواء محمود حمزة، قبل أن يلتقي في سرت نائب قائد القيادة العامة الفريق صدام حفتر، نجل المشير خليفة حفتر.
وأكدت المجلة أن هذه اللقاءات “عكست استعداد الأطراف الليبية المختلفة للمشاركة في التمرين المشترك”، مشيرة إلى أن برينان شدد على أن “العمل مع الليبيين من الشرق والغرب يساهم مباشرة في بناء الثقة وإعادة توحيد مؤسسات الدولة”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق في يناير الماضي على تعديل حظر الأسلحة المفروض على ليبيا بما يتيح تقديم مساعدات فنية وتدريبية للقوات الليبية، دعما للجهود المبذولة من أجل توحيد المؤسسة العسكرية.
ويعد تمرين فلينتلوك أكبر مناورات سنوية للقوات الخاصة في إفريقيا، ويهدف إلى تعزيز التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.
وختمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن زيارة برينان إلى ليبيا هي الرابعة له هذا العام، ضمن مرحلة من الانفتاح الأميركي المتزايد على الملف الليبي.
كما ذكرت بأن السفينة الأميركية ماونت ويتني التابعة لقيادة الأسطول السادس ، زارت ميناءي طرابلس وبنغازي في أبريل الماضي، وهي أول زيارة من نوعها منذ 56 عاما، ما يعكس بحسب المجلة “عودة واشنطن إلى الساحة الليبية عبر مسار التعاون الأمني والعسكري”.