Post image

ظهور سمكة غريبة على السواحل الليبية يُنذر بتغيرات بيئية واسعة

كشفت جمعية علم الأحياء البحرية في ليبيا عن تسجيل أول ظهور لسمكة “ذات الراية” الغازية في السواحل الليبية، في مؤشر جديد على التغيرات البيئية المتسارعة التي يشهدها البحر المتوسط وتأثيراتها على التنوع البحري المحلي.

جاء هذا الاكتشاف بالمصادفة خلال مسابقة صيد نظمتها مفوضية كشاف بنغازي، حيث أثار ظهور هذه السمكة غير المعتادة في المياه الليبية تساؤلات عديدة حول توسع نطاق الأنواع الغازية وتأثيرها على النظام البيئي البحري.

وبحسب التقرير العلمي الذي نشرته الجمعية، تنتمي السمكة المسجلة (Heniochus intermedius) إلى عائلة الفراشات البحرية، وكانت تقتصر في الماضي على البحر الأحمر وخليج عدن فقط.

وتتميز بجسمها البيضاوي المضغوط وزعنفتها الظهرية الممتدة بشكل بارز يشبه الراية، ويصل طولها إلى 20 سم.

ويسلط التقرير الضوء على المسار التاريخي لغزو هذه الأنواع، حيث دخلت البحر المتوسط عبر قناة السويس، وسجلت أول ظهور قبالة سواحل لبنان في 2012، ثم امتدت إلى تركيا (2013)، وفلسطين وقبرص (2015-2016)، وبحر إيجة (2018)، وصولاً إلى مرسى مطروح المصرية (2021)، قبل أن تصل أخيراً إلى السواحل الليبية.

وحذر التقرير من أن هذه السمكة “قد تنافس الأنواع المحلية على الغذاء، وتؤثر على الشبكات الغذائية من خلال افتراس اللافقاريات أو يرقات الأسماك المحلية”، مشيراً إلى أن تأثيرها الكامل “لا يزال قيد الدراسة”.

أما اقتصادياً، فأكد التقرير أن السمكة “لا تشكل تهديداً مباشراً لمصايد الأسماك”، لكنها تبرز “قضية الأنواع الغازية في المنطقة التي تتطلب برامج مراقبة وإدارة”.

وخلص التقرير إلى أن “وجود سمكة ذات الراية في البحر المتوسط يعكس التبادل البيولوجي المستمر عبر قناة السويس”، محذراً من أن “ارتفاع درجات حرارة البحر المتوسط بسبب تغير المناخ قد يزيد من وتيرة هجرة الأنواع الاستوائية”.

وشددت الجمعية على أن هذا الظهور “يمثل حدثاً بيئياً مهماً يتطلب اهتماماً مستمراً وتعاوناً دولياً للحفاظ على توازن البيئة البحرية المتوسطية”، في تحذير واضح من تداعيات التغيرات المناخية على النظم البيئية البحرية.

Post image

طابع بريدي جديد يخلد إدراج مكتبة الملك إدريس في قائمة الإيسيسكو

احتفت شركة “بريد ليبيا “بإصدار طابع بريدي وبطاقة اليوم الأول تخليدا لإدراج مكتبة الملك إدريس الأول “قصر الزهور” ضمن قائمة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) للمواقع التراثية والثقافية المتميزة.

ويعد هذا الإصدار تكريما لمعلم ثقافي بارز يمثل أحد أقدم رموز المعرفة في البلاد، فالمكتبة التي تحتضن آلاف المخطوطات والوثائق النادرة في مجالات التاريخ والسياسة والأدب والدين، تعد شاهدا على تاريخ طويل من الاهتمام بالعلم والثقافة في ليبيا، خصوصا في مدينة درنة المعروفة بحراكها الثقافي والفكري.

وتعود فكرة إنشاء المكتبة إلى مبادرة أهلية أُطلقت في أبريل 2011 لتحويل قصر الزهور إلى صرح ثقافي يُعرف باسم “مكتبة الملك إدريس الأول”، تكريما لأول ملوك ليبيا المستقلة، وتولت لجنة تطوعية من أبناء المدينة الإشراف على المشروع منذ بداياته.

وبعد كارثة الطوفان التي اجتاحت درنة، تكفّل صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بإعادة ترميم المكتبة وافتتاحها مجددا، مع الحرص على الحفاظ على الطراز المعماري الأصيل للمبنى وتزويده بأحدث تقنيات العرض والأرشفة الرقمية.

يمثل هذا الطابع الجديد أكثر من مجرد إصدار بريدي؛ إنه رسالة رمزية تعكس ارتباط الليبيين بتراثهم، وإصرارهم على تحويل الذاكرة إلى فعل ثقافي حي يتجاوز الكارثة ويستعيد روح المدينة من بين الركام.

 

Post image

أربعة عشر عاماً على رحيل القذافي: جراح لم تندمل وأسرار لم تُكشف

مع حلول الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الزعيم الليبي معمر القذافي، عادت إلى الواجهة مطالب عائلته وأنصاره بالقصاص من قتلته والكشف عن مكان دفنه، في وقت لا تزال الظروف التي أحاطت برحيله تثير الجدل في الأوساط الليبية.

شهدت مدينة سرت الليبية في 20 أكتوبر 2011 الفصل الأخير من حياة القذافي، حيث قُتل هو ونجله المعتصم ووزير دفنه أبو بكر يونس بعد تعرّض موكبهما لقصف جوي، وقد عُرض جثمانه لاحقاً في مدينة مصراتة قبل أن يُدفن في مكان سري لا يزال مجهولاً حتى اليوم.

طالب موالون للنظام السابق بالقصاص من قتلة القذافي ورفاقه، معتبرين ما حدث “جريمة نكراء”.

وأكّد الكاتب الليبي مصطفى الفيتوري في حديث لـ”الشرق الأوسط” أن “أطرافاً دولية لعبت دوراً في هذه الجريمة البشعة”، معرباً عن اعتقاده بأن القذافي لو أتيحت له الفرصة للتحدث في محكمة علنية “لكشف الكثير من الأسرار”.

بينما يستذكر أنصاره فترة حكمه التي استمرت 42 عاماً، يرى معارضوه أنها كانت “ديكتاتورية إقصائية” لم تخلُ من “التنكيل والإعدامات”.

وقد عبّر الساعدي، نجل القذافي، عن هذه الذكرى التي وصفها بـ”المؤلمة والمظلمة في تاريخ ليبيا”.

لا يزال الغموض يلف المكان الذي دُفن فيه القذافي ورفاقه، حيث قال صلاح بادي، قائد ما يُعرف بـ”لواء الصمود” في مصراتة، إنه “مستعد للكشف عن مكان الدفن في حال تم الاتفاق مع الأعيان والمدن الليبية”.

من جانبه، رأى سعد السنوسي البرعصي، القيادي في “التيار الداعم لسيف الإسلام القذافي”، أنه في ذكرى القذافي “سقطت الدولة الليبية ولم يتبق منها سوى الجغرافيا”، داعياً إلى “لم الشمل والتحقيق في جريمة القتل والكشف عن الجثمان”.

بدوره، طالب مصطفى الزايدي، رئيس “حزب الحركة الشعبية”، الجهات المعنية في ليبيا بالتحقيق في “تلك الجريمة وإقامة عدالة تاريخية تحتاجها ليبيا للخروج من أزمتها”، مؤكداً أن “الجريمة التي اقترفت لن يطويها النسيان”.

تبقى ذكرى رحيل القذافي نقطة خلافية في التاريخ الليبي الحديث، تعكس الانقسام العميق في الرأي حول ماضٍ لا يزال حاضراً بقوة في المشهد السياسي الليبي الراهن.

Post image

ليبيا تواجه تحديات كبيرة في مواجهة الأمراض النادرة وغياب البيانات الدقيقة

في ظل الأزمات المتعددة التي تعيشها ليبيا، تبرز أزمة صحية جديدة تتمثل في عدم توفر بيانات دقيقة حول أعداد المصابين بالأمراض النادرة، وفي مقدمتها مرض “فابري” الوراثي النادر، وسط غياب تام للجهود الرسمية من قبل حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في طرابلس.

كشفت مصادر طبية عن تضارب في إحصاءات الإصابة بمرض “فابري”، حيث أفادت اللجنة الدائمة للكشف الجيني المبكر وعلاج الأمراض النادرة بتسجيل ثلاث حالات مؤكدة فقط، بينما أشار مستشفى طرابلس المركزي إلى تسجيله ثماني إصابات بالمرض، وتتفاقم الأزمة مع عدم توفر أي علاجات للمرض في ليبيا.

جذب المرض انتباه الرأي العام بعد أن تحدث مواطن من طرابلس عن تدهور حالة أخيه الذي يعاني من المراحل الأخيرة من الفشل الكلوي بسبب المرض، وعجزه عن توفير الدواء اللازم.

كما يعبر المواطن علاء بن عبد النبي عن مخاوفه من إصابة ابنه بالمرض، مشيراً إلى أن ابنه يعاني منذ طفولته من مشكلات في الكلى، وأن التحاليل اللازمة غير متوفرة في ليبيا.

أوضحت الدكتورة هاجر الشكري، المتخصصة في أمراض الكلى، أن “ليبيا لا تمتلك أي قاعدة بيانات خاصة بمرض فابري أو غيره من الأمراض النادرة”، مشيرة إلى أن “الوضع ما زال غامضاً في غياب الإحصاءات الوطنية الدقيقة”.

وأكدت الشكري أن “العدد المعلن عنه لا يعكس الواقع كلياً”، موضحة أن “هذا المرض لا يطاول الكلى فحسب، بل يصيب كذلك أجهزة أخرى مثل القلب والجهاز العصبي والجلد، ما يعني أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى من المعلن عنها رسمياً”.

كشفت الشكري أن “ليبيا لا تملك حتى الآن مختبرات ولا إمكانات محلية تتيح لها إجراء التحاليل الجينية اللازمة لتشخيص المرض”، مضيفة أن “كل العينات تُرسل إلى الخارج في عملية طويلة ومكلفة يصعب على معظم المرضى تحملها”.

على الرغم من إعلان السلطات الصحية قبل عامين عن تشكيل لجنة دائمة للكشف الجيني المبكر وعلاج الأمراض النادرة، وإطلاق منظومة إلكترونية لحصر هذه الأمراض في مارس 2024، إلا أن الدكتورة الشكري لفتت إلى أن “هذه الخطوات ظلت إدارية أكثر من كونها عملية”، مشيرة إلى عدم إطلاق برامج الفحص الميداني أو توفير الأدوية الخاصة بالمرضى حتى الآن.

هو اضطراب وراثي نادر ينتج عن طفرة جينية تمنع تكسير الدهون، مما يؤدي إلى تراكمها في خلايا الجسم مسببة أضراراً تدريجية في الكلى والقلب والدماغ.

تبدأ أعراضه في الطفولة بآلام حارقة في الأطراف ومشكلات جلدية وهضمية، وقد تتطور إلى فشل كلوي أو سكتة دماغية.

تبقى أزمة الأمراض النادرة في ليبيا شاهدة على التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع الصحي، في ظل استمرار الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

Post image

جواز السفر الليبي في المرتبة 100 عالمياً.. الأضعف عربياً في حرية التنقل

يحتل الجواز الليبي المرتبة 100 عالمياً في أحدث تصنيف لمؤشر جوازات السفر، ليصنف كواحد من أضعف جوازات السفر على مستوى العالم من حيث حرية التنقل، حيث لا يتيح لحامله سوى إمكانية زيارة 37 وجهة حول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.

وفقاً للتصنيف الدولي، يواجه حاملو الجواز الليبي قيوداً شديدة على السفر، حيث يمكنهم دخول 13 دولة فقط بدون تأشيرة، بينما يسمح لهم بدخول 23 دولة أخرى بالحصول على تأشيرة عند الوصول، بينما لا تتوفر سوى دولة واحدة تسمح بالدخول عبر تصريح سفر إلكتروني.

تشمل قائمة الدول التي تسمح بدخول الليبيين بدون تأشيرة: الجزائر، تونس، ماليزيا، روسيا البيضاء، دومينيكا، ميكرونيسيا، هايتي، موريتانيا، رواندا، سانت فنسنت والغرينادين، جزر كوك، بنين، وغامبيا.

أما الدول التي تتيح التأشيرة عند الوصول فتشمل: الأردن، السنغال، المالديف، لبنان، مدغشقر، موزمبيق، نيبال، جيبوتي، جزر القمر، سريلانكا، سيشل، غانا، كمبوديا، بوروندي، بالاو، توفالو، تيمور الشرقية، الرأس الأخضر، ساموا، ماكاو، غينيا بيساو، تنزانيا، ونييوي.

تقتصر قائمة الدول التي تسمح بطلب تأشيرة إلكترونية مسبقة على 51 دولة، منها: أثيوبيا، أستراليا، ألبانيا، الإمارات، البحرين، سلطنة عمان، قطر، سنغافورة، وتايلاند.

في المقابل، يتطلب دخول 141 دولة حول العالم الحصول على تأشيرة مسبقة، بما في ذلك معظم الدول الأوروبية والأمريكية والخليجية، مثل: الولايات المتحدة، كندا، المملكة المتحدة، دول شنغن، السعودية، ومصر.

تعكس هذه القيود الشديدة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها ليبيا منذ سنوات، حيث أدت عدم الاستقرار والصراعات المستمرة إلى تدهور مرتبة الجواز الليبي دولياً، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحسين العلاقات الدبلوماسية وتعزيز الثقة الدولية لتمكين المواطنين الليبيين من حرية تنقل أوسع في المستقبل.

Post image

المشير حفتر يستقبل وفداً من حكماء قبائل فزان ويؤكد على أولوية المصالحة الوطنية

استقبل القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية، المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر، يوم الأحد، وفداً رفيع المستوى يمثل مشايخ وأعيان وحكماء قبائل إقليم فزان، في لقاءٍ جرى بمقر مدينة المشير خليفة حفتر العسكرية.

شهد اللقاء حضور رئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد، ورئيس الأركان العامة الفريق أول ركن خالد حفتر، ومدير عام صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا المهندس بالقاسم حفتر، مما يعكس الأهمية الخاصة لهذا اللقاء.

وأعرب أعضاء الوفد خلال اللقاء عن تقديرهم العميق للدور الوطني الذي تضطلع به القوات المسلحة الليبية في حفظ الأمن والاستقرار بالبلاد، معربين عن إشادتهم بجهود القائد العام في دعم مسار المصالحة الوطنية وتعزيز قنوات التواصل مع مختلف مكونات المجتمع الليبي.

كما أكد الوفد على “دعمهم الكامل والمطلق للمؤسسة العسكرية ووقوفهم إلى جانبها في كافة الاستحقاقات الوطنية”، في إشارة واضحة إلى موقفهم الداعم للمسار الذي تقوده القيادة العامة للجيش الليبي.

من جانبه، ثمّن المشير حفتر المواقف الوطنية لقبائل فزان، معتبراً إيها “ركيزة أساسية في دعم وحدة البلاد وتماسك نسيجها الاجتماعي”.

وأكد القائد العام في كلمته أن “المصالحة الحقيقية تبدأ من الداخل الليبي”، داعياً إلى “انخراط فاعل وجاد في مسار وطني منظم يهدف إلى معالجة الأزمة السياسية من جذورها”.

وشدد حفتر على ضرورة أن “تؤدي هذه الجهود إلى رسم خارطة طريق نابعة من إرادة الشعب الليبي”، معرباً عن تطلعه إلى “فتح آفاقٍ جديدة لمستقبل مزدهر يلبي تطلعات جميع الليبيين بمختلف انتماءاتهم ومناطقهم”.

يأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة من اللقاءات والاستشارات التي تعقدها القيادة العامة للقوات المسلحة مع مختلف مكونات المجتمع الليبي، وذلك في سياق التحضير للمرحلة المقبلة من المسار السياسي، وتمهيداً لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة التي تُعتبر أحد أبرز الأولويات في المشهد الليبي الراهن.

Post image

تحذير من أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة في شمال غرب ليبيا

أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا تنبيهاً هاماً، السبت، أفاد بوجود فرصة لهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة على أغلب مناطق شمال غرب البلاد، وذلك ابتداءً من مساء اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025.

ومن المتوقع أن تشمل الحالة المطرية المناطق الممتدة من رأس اجدير إلى مصراتة، مروراً بمناطق سهل الجفارة، ترهونة، مسلاتة، بني وليد، ومناطق جبل نفوسة. وقد تؤدي هذه الأمطار إلى تجمع المياه في الأماكن المنخفضة وجريان بعض الأودية المحلية.

رداً على هذا التنبيه، دعت وزارة الموارد المائية المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن مجاري الأودية وتجمعات المياه حفاظاً على السلامة العامة.

ويأتي هذا التحذير في إطار الاستعدادات الرسمية لمواجهة الآثار المحتملة لهذه الحالة الجوية، حيث تشهد هذه المناطق عادةً خلال مثل هذه الفترات من السنة حالات من عدم الاستقرار الجوي.

ينصح المواطنون في المناطق المذكورة بعدم المخاطرة بالعبور في المناطق المنخفضة أو قريبة من مجاري الأودية، والالتزام بتعليمات الجهات المختصة، ومتابعة النشرات الجوية الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد الجوية.

وتعمل الجهات المعنية على متابعة تطورات الحالة الجوية عن كثب، وستقدم أي تحديثات إضافية في حال وجود أي مستجدات تتعلق بهذه الحالة الجوية.

Post image

صقر نادر يُباع في الزنتان مقابل 280 ألف دينار ليبي

شهدت مدينة الزنتان غرب ليبيا عملية اصطياد صقر نادر تحوّلت سريعاً إلى صفقة لافتة، بعد أن تم بيعه لأحد سكان غرب مدينة سرت بمبلغ ضخم بلغ 280 ألف دينار ليبي، في واقعة تعكس ازدهار سوق الصقور في البلاد.

وتم اصطياد الصقر في محيط مدينة الزنتان، وهي من المناطق المعروفة بموسم صيد الطيور الجارحة، ودفع المشتري المبلغ القياسي نظراً للقيمة العالية التي تحظى بها هذه الطيور في السوق الليبي، خاصة الأنواع النادرة منها.

وتندرج هذه الصفقة ضمن سلسلة من عمليات بيع الصقور التي تشهدها ليبيا سنوياً، حيث تتحول بعض الطيور النادرة إلى مزادات غير رسمية تُباع فيها بأسعار باهظة.

وتُعد ليبيا أحد المسارات الرئيسية لهجرة الصقور، مما يجعلها وجهة مفضلة لهواة الصيد والتجارة.

وتختلف أسعار الصقور باختلاف النوع والحجم وقدرات الصيد، وقد وصلت في صفقات سابقة إلى مئات الآلاف من الدنانير، بل تجاوزت أحياناً نصف مليون دينار.

وتثير هذه التجارة، رغم شعبيتها الكبيرة، جدلاً واسعاً بين المهتمين بالبيئة وحماية الحياة البرية، في ظل غياب ضوابط رسمية تنظم عمليات الصيد والبيع.

ويرى خبراء أن الإنفاق الكبير على مثل هذه الصفقات يأتي في وقت يواجه فيه الاقتصاد الليبي ضغوطاً معيشية متزايدة، ما يثير تساؤلات حول أولويات الإنفاق لدى بعض الفئات.

وتؤكد صفقة بيع الصقر في الزنتان بمبلغ 280 ألف دينار استمرار نشاط سوق الصقور النادرة في ليبيا، باعتباره أحد أكثر الأسواق إثارة للجدل بين شغف الهواة ومخاوف البيئيين من استنزاف الحياة البرية.

Post image

“أشباح الصحراء” تعود للظهور في ليبيا بعد عقود

وثّقت دراسة ميدانية حديثة نُشرت في دورية Journal of Arid Environments أول دليل مادي على وجود القط الرملي وابن عرس المخطط الصحراوي في صحراء الجنوب الغربي الليبي، في اكتشاف نادر يبرز التنوع البيئي بالمنطقة.

وتمكّن فريق من الباحثين الليبيين والدوليين من رصد الكائنين مباشرة، من خلال صور ومقاطع فيديو عالية الدقة، تؤكد استمرارهما في العيش في بيئتهما الطبيعية.

ويُعد هذا التوثيق الأول من نوعه منذ عقود، إذ كان يُعتقد أن هذين النوعين قد اختفيا نهائياً من ليبيا.

ويُعرف القط الرملي وابن عرس المخطط الصحراوي بين علماء البيئة باسم “أشباح الصحراء”، نظراً لندرة ظهورهما وصعوبة رصدهما في البرية، فهما ينشطان ليلاً بعيداً عن حرارة النهار، كما أن ألوان فرائهما تتماهى مع الرمال، مما يجعل رؤيتهما أشبه بمطاردة شبح في الصحراء.

ويحمل هذا الاكتشاف أهمية علمية وبيئية كبيرة، إذ يعزز مكانة الصحراء الليبية كموطن طبيعي نادر لكائنات مهددة بالانقراض، ويفتح آفاقاً جديدة أمام الدراسات البيئية حول التنوع الحيوي في ليبيا، كما يشكل دليلاً على قدرة هذه الكائنات على التكيف والبقاء رغم الظروف القاسية.

ويُعد ظهور “أشباح الصحراء” مجدداً في ليبيا إنجازاً علمياً بارزاً، يسلّط الضوء على أهمية حماية الحياة البرية في البلاد، بوصفها جزءاً أصيلاً من الهوية البيئية والتاريخية للصحراء الكبرى.

Post image

اكتشاف علمي يوثق عودة “أشباح الصحراء” إلى ليبيا بعد عقود من الغياب

في عمق الصحراء الكبرى، تمكن فريق بحثي ليبي ودولي من توثيق ظهور نوعين نادرين من الكائنات البرية يُعرفان بين العلماء بـ”أشباح الصحراء”، هما القط الرملي وابن عرس المخطط الصحراوي، في جنوب غرب ليبيا، بعد أن ظن الباحثون أنهما اختفيا من البلاد نهائياً.

الدراسة، التي نُشرت في دورية “جورنال أوف أرد إنفايرونمنتس”، تعد أول توثيق علمي لعودة هذه الأنواع، حيث كشف الباحثون عن مشاهدات مباشرة موثقة بالصور والفيديو من قبل مراقبين مدربين، دون استخدام كاميرات الفخاخ أو أي تدخل في بيئة الكائنات.

الدكتور فراس حيدر، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة سول بلاتجي بجنوب إفريقيا وأحد قادة المشروع، أوضح أن الاكتشاف بدأ بعد ملاحظات من متعاونين محليين اعتادوا استكشاف المناطق النائية، إذ رصدوا حيوانات صغيرة وغير مألوفة، ما حفّز الفريق على توثيقها علمياً.

وأشار حيدر إلى أن الفريق فوجئ بعدد المرات التي شوهد فيها القط الرملي وابن عرس المخطط في مناطق لم تكن معروفة ضمن نطاق انتشارهما، مما يشير إلى أن الجنوب الغربي الليبي قد يمثل ملاذاً مهماً للحيوانات المتكيفة مع البيئات الصحراوية القاسية.

وبيّن أن هذه الدراسة قدّمت أول دليل مادي مصور على وجود القط الرملي في ليبيا، مؤكداً أن هذا النوع، الذي تكيف بشدة مع البيئات الجافة، كان يُعتقد وجوده منذ خمسينيات القرن الماضي دون أدلة مؤكدة حتى الآن.

كما أظهرت النتائج أن ابن عرس المخطط الصحراوي ينتشر في مناطق أبعد جنوباً مما كان معروفاً، ما يعزز الفرضية بوجود تواصل بيئي بين تجمعات الحيوانات في شمال إفريقيا.

إلا أن الباحثين حذروا من تهديدات متزايدة تواجه هذه الكائنات، أبرزها الصيد غير المشروع والاتجار بها، حيث تُباع بعض القطط الرملية كحيوانات أليفة، ويُستخدم ابن عرس المخطط في ممارسات الطب الشعبي والطقوس التقليدية، مما قد يؤدي إلى تناقص أعداده.

ودعا د. فراس إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه الأنواع، تشمل تنظيم حملات توعية، وتنفيذ مسوح ميدانية موجهة، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية للحيوانات آكلة اللحوم الصغيرة في ليبيا، بالإضافة إلى دعم الأبحاث والتعاون مع المنظمات البيئية الدولية.

واختتم حديثه قائلاً: “حتى في الأماكن التي نعتقد أنها خالية من الحياة، هناك كائنات تقاوم بصمت. إعادة اكتشاف القط الرملي وتوسيع نطاق ابن عرس المخطط يذكّرنا بواجبنا في حماية تنوع الحياة البرية قبل أن تختفي في صمت الصحراء.”