تعمل المبروك من مقر جبلي في شرق ليبيا تحول إلى مركز ميداني لجمع البيانات والتدريب، وتشرف من خلاله على جمعية الأحياء البحرية الليبية التي تأسست عام 2020 بدعم من مؤسسة Save Our Seas، ويضم المقر مختبرا قيد التطوير ونماذج للأسماك ومعدات صيد تقليدية، بهدف إعداد قاعدة بحثية للشباب المهتمين بالبيئة البحرية.
تجمع الجمعية بياناتها من خلال زيارات ميدانية للسواحل الليبية ومتابعة ما ينشره الغواصون والصيادون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونجح الفريق في توثيق أكثر من 50 سمكة قرش ملائكي بين عامي 2020 و2021، خاصة في خليج السدرة، وهو ما أعاد تأكيد وجود النوع بعد الاعتقاد بانقراضه في المتوسط.
كما تم إنشاء قاعدة بيانات وطنية لتتبع حركة هذه الأسماك، إلى جانب برامج تدريب موجهة للصيادين لتشجيعهم على إطلاق أي قرش ملائكي يتم اصطياده عرضا، وامتد نطاق عمل الفريق الذي تقوده مبروك إلى موانئ بنغازي وطرابلس ومصراتة، وأسفر عن تعاون بين الجمعية ومؤسسات بيئية محلية مثل جمعية بادو البيئية.
توضح المبروك أن وجود القرش الملائكي يعد مؤشرا على صحة النظام البيئي البحري، مشيرة إلى أن تراجع أعداده مرتبط بعوامل عدة، منها الصيد الجائر، وتدمير الموائل الطبيعية، وضعف تطبيق القوانين البيئية، وأكدت أن هذا النوع بطيء التكاثر، ما يزيد من احتمالات تدهور أعداده ما لم تُتخذ إجراءات وقائية.
وأكد الصياد علي قنابي أن حملات التوعية غيّرت نظرة الصيادين تجاه القرش الملائكي، معتبرين أنه “نوع غير تجاري يجب الحفاظ عليه”، فيما أشار الناشط عيل دهان إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في رفع الوعي البيئي لدى المجتمعات الساحلية.
بدأ اهتمام المبروك بأسماك القرش عام 2018 عندما راسلها غواص للتعرف على نوع نادر صوره تحت الماء، وتبين أنه من فصيلة القرش الملائكي المتوسطي.
وتحمل المبروك درجة الماجستير في علم أحياء الأسماك من جامعة عمر المختار في البيضاء، بعد أن بدأت دراستها الجامعية في كلية الطب عام 2003 قبل انتقالها إلى مجال الأحياء البحرية.
وبحسب التقرير، تسعى سارة المبروك إلى تطوير مقر الجمعية ليصبح مركزا وطنيا للأبحاث والتدريب البحري، في إطار جهود توطين الدراسات البيئية وتعزيز حماية التنوع الحيوي في المياه الليبية.