وذكرت صحيفة يني شفق التركية أن المذكرة، التي قدمت اليوم الأحد إلى رئاسة مجلس الأمة الكبير، استعرضت تطورات المشهد الليبي منذ عام 2011، مؤكدة أن استقرار ليبيا يمثل أولوية لتركيا بالنظر إلى انعكاساته الإقليمية والأمنية.
وأوضحت المذكرة أن أنقرة تواصل دعم المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، في إطار قرارات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية، بهدف حماية سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وترسيخ وقف دائم لإطلاق النار، ودفع الحوار السياسي وصولا إلى مصالحة وطنية شاملة وانتخابات حرة ونزيهة في عموم البلاد.
وأكدت أن حالة الجمود السياسي واستمرار أزمات الحوكمة الناتجة عن تعثر الاستحقاق الانتخابي تهدد الاستقرار النسبي القائم، وقد تفضي إلى تقويض الهدوء الذي تحقق خلال السنوات الماضية، بما يشكل مصدر قلق لأمن ليبيا والمنطقة ككل.
وسلطت المذكرة الضوء على أهمية الوجود العسكري التركي في ليبيا، في ضوء العلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية بين البلدين، والتي تعززت باتفاقيات ثنائية، من بينها مذكرة التفاهم الخاصة بترسيم المناطق البحرية في شرق البحر المتوسط.
وأشارت إلى أن تركيا تواصل تقديم الدعم التدريبي والاستشاري للقوات الليبية، استنادًا إلى مذكرة التعاون الأمني والعسكري الموقعة بين الجانبين، مؤكدة أن هذا الدور يسهم في الحفاظ على الاستقرار الميداني ومنع عودة المواجهات المسلحة.
ولفتت المذكرة إلى أن الظروف الحالية لا تزال تحول دون التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار أو استكمال مسار الحوار السياسي وتوحيد المؤسسات، لا سيما العسكرية والأمنية، معتبرة أن منع تجدد الصراع يظل عنصرا حاسما لإنجاح المحادثات الجارية تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما حذرت من أن أي تصعيد جديد في ليبيا قد ينعكس سلبا على مصالح تركيا في شرق البحر المتوسط وشمال إفريقيا، موضحة أن الهدف من استمرار مهمة القوات التركية هو حماية المصالح الوطنية في إطار القانون الدولي، والتصدي للمخاطر الأمنية الناجمة عن الجماعات المسلحة غير النظامية، إضافة إلى المساهمة في الحد من تدفقات الهجرة غير النظامية وتقديم المساعدات الإنسانية ودعم الحكومة المعترف بها دوليا.
وبينت المذكرة أن نشر القوات التركية في ليبيا جاء استنادا إلى المادة 92 من الدستور التركي في يناير 2020، وتم تمديد التفويض آخر مرة في نوفمبر 2023، داعية البرلمان إلى الموافقة على تمديد جديد يبدأ في 2 يناير 2026 ولمدة عامين.
والوجود العسكري التركي في ليبيا موجد أساسا في غرب البلاد ضمن إطار اتفاق التعاون الأمني مع حكومة طرابلس، وتعد قاعدة الوطية الجوية وقاعدة مصراتة الجوية من أبرز مواقع الانتشار العسكري التركي.
كما تستخدم تركيا مطار ومعسكر معيتيقة في طرابلس لأغراض لوجستية وتدريبية، ويمتد الوجود ليشمل مراكز تدريب في تاجوراء والخمس لدعم وتأهيل القوات المحلية، إضافة إلى ذلك، تنشط البحرية التركية قبالة السواحل الليبية في البحر المتوسط، ويقدر عدد القوات التركية في ليبيا بنحو ثلاثة آلاف عنصر بين عسكريين ومتعاقدين.