Post image

الأمم المتحدة تكشف عن تعثر المصالحة في ليبيا

كشف تقرير سري للأمم المتحدة تسلمه مجلس الأمن الدولي عن تدهور قدرة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على دفع عجلة المصالحة الوطنية، مع تحذيره من “أسوأ السيناريوهات” التي قد تشهدها البلاد في الفترة المقبلة.

وأشار التقرير إلى أن ضعف التنسيق بين البعثة الأممية والاتحاد الإفريقي، الذي يلعب دوراً محورياً في ملف المصالحة، يشكل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق تقدم ملموس.

كما أبرز التقرير تناقضاً واضحاً بين الخطاب الدولي الداعم لبعثة الأمم المتحدة والممارسات الفعلية للدول الأعضاء، حيث تعتمد العديد منها سياسات متباينة تتعامل مع أطراف متعارضة في ليبيا، مما يعمق الانقسامات الداخلية.

وكشف التقرير عن توقف الفرق العاملة ضمن عملية برلين -المكونة من لجان سياسية وأمنية واقتصادية- عن العمل بشكل فعال، مما يهدد بانهيار هذا الإطار الدولي المهم.

وفي ظل هذه التحديات، يرى التقرير أن اجتماع لجنة المتابعة الدولية في يونيو 2025، وهو الأول منذ أربع سنوات، قد يمثل فرصة حاسمة لإحياء المسار السياسي.

وعلى الرغم من الجهود المنفصلة -حيث دعمت البعثة الأممية وضع إطار قانوني للمصالحة، وقدم الاتحاد الإفريقي ميثاقاً للسلام- فإن التقرير يؤكد أن هذه الجهود تفتقر إلى التنسيق الكافي لتحقيق نتائج ملموسة.

وألقى التقرير باللوم على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لميولها نحو “تسييس” جهود المصالحة، وإقصاء فئات رئيسية مثل النساء والشباب والمجتمعات غير العربية وممثلي الضحايا من عملية المصالحة.

وحذر التقرير من أن استمرار الوضع الراهن، مع تفشي الاعتقالات التعسفية وتقلص الحيز المدني وانتشار خطاب الكراهية، يهدد بتقويض أي فرص للمصالحة القائمة على الحقوق.

وفي تحذير صريح، نبه التقرير إلى أن الصراع على السيطرة على الموارد والمؤسسات قد يدفع ليبيا إلى حافة الانهيار، مع احتمال “استئناف نزاع مسلح واسع النطاق” في أسوأ السيناريوهات، ما لم يتم إحياء عملية سياسية مجدية تقودها الأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي بشكل فعال.

Post image

خوري تناقش مع عقيلة تسريع تنفيذ أول خطوتين في خريطة الطريق الليبية

نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ستيفاني خوري تجري مكالمة مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح لمناقشة سبل تنفيذ خريطة الطريق السياسية التي ترعاها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وأكدت خوري خلال الاتصال ضرورة الإسراع في إنجاز الخطوتين الأوليين في الخريطة، وهما: تعديل الإطارين التشريعي والدستوري المتعلقين بالانتخابات، وإعادة تشكيل مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، وفق بيان نشرته صفحة البعثة على “فيسبوك”.

وشددت الممثلة الأممية على أهمية اضطلاع المؤسسات الليبية بدور قيادي وتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب، مؤكدة أن البلاد “لا تستطيع تحمُّل مزيد من التأخير في سبيل تحقيق مؤسسات موحدة وشرعية”.

ومن جانبه، جدد عقيلة صالح “التزام مجلس النواب بالعمل مع المجلس الأعلى للدولة لاستكمال العملية في أقرب وقت ممكن”، بحسب البيان نفسه.

وكانت خوري قد عرضت في إحاطتها أمام مجلس الأمن في 21 أغسطس الماضي خريطة طريق ترتكز على ثلاث ركائز أساسية: إعداد إطار انتخابي فني سليم، توحيد المؤسسات عبر حكومة جديدة موحدة، وتنظيم “حوار مهيكل” يتيح مشاركة واسعة لليبيين.

وأوضحت خوري أن تنفيذ الخريطة يعتمد على تعزيز مفوضية الانتخابات من خلال إعادة تشكيل مجلس إدارتها، لسد الفراغات ومعالجة القضايا التي حالت دون إجراء الانتخابات في 2021، مؤكدة أن هاتين الخطوتين التأسيسيتين هما المدخل الأساسي لبدء تنفيذ بنود خارطة الطريق.

وفي سياق متصل، جرى التوافق أخيراً بين ممثلي مجلسي النواب والدولة بشأن تسمية شاغلي المناصب السيادية، مع إعطاء الأولوية لتشكيل مجلس إدارة المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، بما يتماشى مع اتفاق الصخيرات 2015 الذي ينص على التشاور بين المجلسين لتعيينات المناصب السيادية الرئيسية، والتي ظلت نقطة خلاف رئيسية خلال السنوات الماضية لارتباطها المباشر بمسار توحيد المؤسسات وإعادة بناء الدولة.

Post image

رئيس الحكومة الليبية يحمل أوروبا مسؤولية تعثر الاستقرار في ليبيا

أكد رئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد أن الدول الأوروبية، وعلى رأسها إيطاليا، “تتحدث كثيراً عن أهمية استقرار ليبيا لكنها تتجاهل القوى الفاعلة على الأرض التي تعمل فعلياً لتحقيق هذا الاستقرار”.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة مع وكالة “إيطاليا برس”، حيث أشار حماد إلى أن السنوات التي أعقبت عام 2011 شهدت “جموداً كبيراً في التنمية”، معتبراً أن الأوضاع بدأت تتغير بفضل التعاون بين حكومته والقيادة العامة للجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

أبرز رئيس الحكومة الإنجازات التي تحققت في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى مشاريع البنية التحتية في بنغازي التي شملت بناء الجسور والمباني الحديثة، ومطار تيكا الذي اكتمل بنسبة 60%، بالإضافة إلى اكتمال المرحلة الأولى من الميناء وبدء بناء ملعب رياضي ضخم.

كما استعمار إعادة إعمار مدينة درنة التي تعافت من كارثة الفيضانات التي ضربتها قبل عامين، لتصبح “مدينة عصرية ببنية تحتية متطورة ومساكن جديدة”.

وشملت مشاريع الإعمار أيضاً مناطق الجنوب مثل أجدابيا والبريقة وسرت ومرزق، التي أصبحت -بحسب وصفه- “مناطق آمنة ومستقرة”.

فيما يخص ملف الهجرة غير النظامية، كشف حماد عن إنشاء مراكز استقبال في المنطقة الشرقية بالتعاون بين الجيش ووزارة الداخلية، حيث يتم تقديم الرعاية الصحية والمساعدات للمهاجرين قبل إعادتهم إلى بلدانهم.

لكنه أعرب عن استيائه من “غياب أي تعاون أوروبي فعلي”، مشيراً إلى أن الحكومات الأوروبية ترفض التعامل مع حكومته وتفضل دعم حكومة طرابلس المنتهية الولاية.

واتهم حماد الأمم المتحدة وبعض القوى الغربية بـ”المساهمة في تقسيم ليبيا” بسبب رفضها الاعتراف بحكومته وتدخلها في التعيينات السياسية، كاشفاً أن نحو 80% من الأراضي الليبية تقع تحت سيطرة القيادة العامة للجيش.

ورداً على مخاوف إيطاليا من النفوذ الروسي في برقة، أكد حماد أن “ليبيا دولة ذات سيادة ولها الحق في التعاون مع أي طرف يخدم مصالح شعبها”، سواء كان روسيا أو الولايات المتحدة أو إيطاليا.

واختتم حماد بتوجيه رسالة إلى الشعب الإيطالي، داعياً حكومة روما إلى “حوار رسمي مباشر” مع حكومته إذا كانت جادة في حل أزمة الهجرة، محذراً من أن التفاوض مع طرف واحد فقط لن يؤدي إلى أي نتائج واقعية.

Post image

ليبيا تتهم الاتحاد الأوروبي بعدم تقديم دعم فعلي لمواجهة الهجرة غير الشرعية

أكد اللواء صلاح الخفيفي، رئيس جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، أن الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية لم يقدموا أي دعم ملموس، مشيراً إلى أنهم يتعاملون مع ليبيا “كدولة لتوطين المهاجرين وليس مجرد دولة عبور”.

وأوضح أن القيادة العامة للجيش والحكومة الليبية هما “الممولان والراعيان الأساسيان” لعمليات الجهاز.

وكشف الخفيفي عن ترحيل أكثر من 31 ألف مهاجر غير نظامي خلال النصف الأول من عام 2025، من مختلف الجنسيات، وشملت العمليات مناطق الشرق والجنوب الشرقي والغرب الليبي.

وأشار إلى أن “75% من عمليات الترحيل تم تمويلها بالكامل من قبل القيادة العامة والحكومة، بينما تحملت القنصليات والسفارات نسبة ضئيلة جداً من التكاليف”.

كما أعلن عن إنشاء مراكز إيواء للمهاجرين في مناطق الشرق والجنوب بتمويل ليبي كامل، حيث وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى 70%.

لكنه لفت إلى أن الجهاز لا يزال يواجه صعوبات كبيرة في ضبط الحدود الشاسعة، خاصة في ظل غياب الطائرات المسيرة بسبب العقوبات الدولية.

وأبرز التحديات الصحية التي تواجه الجهاز، مشيراً إلى تسجيل حالات إصابة بفيروس الإيدز وأمراض معدية أخرى بين المهاجرين، لاسيما القادمين من دول السودان وتشاد والنيجر ونيجيريا وإثيوبيا.

Post image

لافروف: التسوية السياسية في ليبيا قريبة وتحظى بأولوية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال مؤتمر صحفي عُقد بوزارة الخارجية في موسكو اليوم الاثنين، أن التسوية السياسية في ليبيا “ستُحقق قريباً”، معتبراً أنها تمثل حاجة ملحة للبلاد.

وأشار لافروف إلى أن بلاده تعمل بشكل وثيق مع مصر للتنسيق حول الملف الليبي، مُعرباً عن اعتبار مصر “شريكاً محورياً لروسيا في منطقة شمال إفريقيا”.

ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الروسية الليبية تظهر تطوراً إيجابياً ملحوظاً على عدة أصعدة، حيث تحرص موسكو على تعزيز شراكتها مع ليبيا كشريك فاعل في دعم استقرار البلاد.

فعلى الصعيد الدبلوماسي، تبذل روسيا جهوداً مكثفة عبر الأمم المتحدة والمبادرات الدولية لدعم المسار السياسي الليبي، مع التأكيد المستمر على مبدأ “الحل الليبي بقيادة ليبية” وسيادة البلاد، وقد حظي هذا الموقف بتقدير واسع من الأوساط الليبية المختلفة.

Post image

غوتيريش يدعو القادة الليبيين إلى الانخراط بجدية في تنفيذ خارطة الطريق الأممية

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع القادة والمؤسسات الليبية إلى التعامل بإيجابية ومسؤولية مع جهود المنظمة الدولية، بهدف إنجاح خارطة الطريق الأممية الهادفة إلى استعادة الوحدة والاستقرار السياسي في البلاد.

وفي مقابلة تلفزيونية، شدد غوتيريش على أن المرحلة الحالية تتطلب “تعاونا بناء وحسن نية من جميع الأطراف الليبية”، مؤكدا أن المصلحة الوطنية يجب أن تكون فوق أي اعتبارات فئوية أو جهوية.

وأوضح الأمين العام أن الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتة كانت قد قدمت في أغسطس الماضي خارطة طريق جديدة تستند إلى حوار وطني منظم وإجراء انتخابات عامة تضمن الشرعية والمساءلة في الحكم، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تمثل فرصة واقعية لإعادة إطلاق العملية السياسية.

وأكد غوتيريش أن نجاح الخطة الأممية مرهون بتوحيد المواقف الدولية، مشيرا إلى أن اتفاق مجلس الأمن والمجتمع الدولي على دعمها “يمثل حجر الأساس لتجاوز حالة الجمود السياسي التي تعيشها ليبيا منذ سنوات”.

ويرى مراقبون أن تصريحات الأمين العام تعكس إصرار الأمم المتحدة على إعادة تنشيط المسار السياسي الليبي في ظل حالة الانقسام الحاد وتعدد مراكز النفوذ، في وقت تزداد فيه الدعوات الداخلية والدولية إلى تنظيم انتخابات توحد المؤسسات وتضع البلاد على طريق الاستقرار الدائم.

Post image

العثور على 12 مهاجراً عراقياً في ليبيا

أعلن القائم بالأعمال في السفارة العراقية لدى ليبيا أحمد الصحاف عن العثور على 12 مهاجراً عراقياً دخلوا الأراضي الليبية بطرق غير قانونية، فيما تبذل السفارة جهوداً مكثفة للتنسيق مع السلطات الليبية لإثبات هوياتهم تمهيداً لإعادتهم طوعاً إلى العراق.

أكد الصحاف في تصريح صحفي أن “السفارة باشرت إجراءات التنسيق مع السلطات الليبية لإثبات هوياتهم تمهيداً لإعادتهم طوعاً إلى العراق”، مشيراً إلى أن هذه الحالة ليست الأولى، حيث سبق أن أعلنت السفارة عن استعدادها لإعادة 41 مهاجراً عراقياً آخرين محتجزين حالياً في مركز مكافحة الهجرة غير الشرعية شرق العاصمة طرابلس.

كشف الصحاف عن “تزايد ملحوظ في أعداد المهاجرين العراقيين خلال العام الأخير” إلى ليبيا، التي تعد محطة رئيسية للهجرة غير النظامية نحو أوروبا.

وأرجع هذا التطور إلى “نشاط متزايد لشبكات تهريب وتجارة البشر في المنطقة”.

شدد القائم بالأعمال العراقي على أن “الجهود متواصلة لحماية المواطنين العراقيين في الخارج، خاصة في ملفات الهجرة غير الشرعية”، في إطار السياسة الحكومية الرامية إلى تقليل المخاطر المرتبطة بهذه الظاهرة.

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التحذيرات من خطر الهجرة غير الشرعية عبر شمال إفريقيا، حيث يستغل الوضع الأمني الهش في ليبيا من قبل شبكات التهريب، ما يعرض حياة المهاجرين لمخاطر كبيرة تتراوح بين الاحتجاز والاستغلال وصولاً إلى خطر الغرق أثناء محاولات العبور إلى أوروبا.

يذكر أن وزارة الخارجية العراقية نفذت خلال السنوات الأخيرة عدة رحلات إجلاء لمهاجرين عالقين في دول مختلفة، ضمن جهودها المستمرة للتعامل مع أزمة الهجرة غير الشرعية، وذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية والدولية المعنية.

Post image

ليبيا تخوض معركة دبلوماسية لإحياء ملف أرصدتها المجمدة بالأمم المتحدة

تكثف ليبيا جهودها الدبلوماسية على مستوى الأمم المتحدة لإعادة إحياء ملف أرصدتها المالية المجمدة منذ عام 2011، في مسعى طموح لإنهاء تجميد أصول تقدر بعشرات المليارات من الدولارات تستثمر لصالح الشعب الليبي.

وعقدت لجنة التحقق من الأموال الليبية المجمدة بالخارج – التابعة لمجلس النواب الليبي – سلسلة لقاءات مكثفة مع فريق خبراء مجلس الأمن المعني بالعقوبات على ليبيا، بالإضافة إلى بعثات دبلوماسية من عدة دول بينها فرنسا وروسيا والصين واليونان وقطر والبحرين وباكستان.

يرى مراقبون أن المجتمع الدولي “لن يتعامل مع مؤسسات مالية منقسمة أو غير خاضعة للرقابة”، حيث يؤكد إسماعيل أن “الاتهامات التي تلاحق حكومة الدبيبة بالاستخدام غير الشفاف للأموال عززت قناعة لجنة العقوبات بأن رفع التجميد في الظروف الحالية غير ممكن”.

شهد يناير الماضي إصدار مجلس الأمن قراراً سمح للمؤسسة الليبية للاستثمار باستثمار جزء من الأرصدة المجمدة تحت إشراف الأمم المتحدة، في أول تعديل عملي على نظام التجميد منذ أكثر من عقد. ورغم عدّه “انفراجة جزئية”، يحذر محللون من أنه “لا يمنح ليبيا سيطرة كاملة على أصولها”.

تخضع الأرصدة الليبية للتجميد بموجب قراري مجلس الأمن رقمي 1970 و1973 الصادرين عام 2011، وتشمل استثمارات مالية كانت تقدر بنحو 200 مليار دولار، لكن تشير تصريحات لرئيس المجلس الرئاسي السابق فائز السراج إلى تقلصها إلى نحو 67 مليار دولار.

يحذر الباحث السياسي الليبي محمد الأمين من أن “تتحول الأصول الليبية المجمدة إلى ملف إداري في أدراج نيويورك وبروكسل”، معرباً عن مخاوفه من أن “يتحول التجميد إلى أداة ربحية لصالح البنوك الغربية التي تحتضن تلك الأرصدة”.

يخلص الخبراء إلى أن استعادة الأموال المجمدة لن تتحقق إلا بقيام “حكومة موحدة ومنتخبة وفق دستور دائم، تلتزم بالشفافية والرقابة الدولية”، في إشارة إلى أن الحل السياسي يبقى المدخل الأساسي لحل هذه المعضلة المالية المستعصية.

Post image

لقاء عسكري مصري ليبي رفيع في حفل تخرج الكليات الحربية بالقاهرة

احتضنت العاصمة المصرية القاهرة حفل تخرج الكليات العسكرية بحضور ممثلين عسكريين رفيعي المستوى من مصر وليبيا، حيث شارك الفريق أول ركن صدام حفتر، نائب القائد العام للقيادة العامة الليبية، كضيف شرف في هذا الحدث العسكري الهام.

جاءت مشاركة حفتر بناءً على دعوة رسمية من الفريق أول عبد المجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مما يؤكد متانة العلاقات العسكرية بين البلدين.

شهد الحفل تخريج مجموعة جديدة من الضباط الليبيين الذين أنهوا تدريبهم في الكليات العسكرية المصرية، بالإضافة إلى ضباط من جنسيات أخرى، في إطار برامج التعاون العسكري المشترك بين مصر والدول الصديقة.

حضر الاحتفال نخبة من القيادات العسكرية المصرية برئاسة الفريق أحمد فتحي خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، مما يعكس الأهمية الخاصة التي توليها مصر للعلاقات مع الجانب الليبي.

هذه الزيارة تأتي بعد يوم واحد فقط من جولة قام بها حفتر إلى مدينة أوباري جنوبي ليبيا، حيث شدد على أن “تماسك النسيج الاجتماعي يمثل صمام أمان للوطن”، معرباً عن تقديره لمواقف أبناء إقليم فزان التاريخية في الدفاع عن ليبيا.

تمثل هذه اللقاءات استمراراً للتعاون العسكري بين القيادة العامة الليبية والجيش المصري، وتأكيداً على عمق الروابط الاستراتيجية التي تجمع البلدين في المجالات الأمنية والتدريبية، خاصة في إطار الجهود المشتركة لاستقرار ليبيا.

Post image

900 ألف مهاجر في ليبيا وأرقام مرشحة للارتفاع

كشفت المنظمة الدولية للهجرة، في تقريرها الأخير ضمن برنامج مصفوفة تتبّع النزوح (DTM)، عن وجود 894, 890 مهاجراً من 45 جنسية موزعين على 100 بلدية في أنحاء ليبيا، وذلك خلال الفترة من مايو إلى يوليو 2025.

ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 3% مقارنة بالجولة السابقة، وارتفاعاً بنحو 18% عن الفترة نفسها من العام الماضي، في استمرارٍ للاتجاه التصاعدي المسجل منذ أواخر عام 2023.

ووفق التقرير، يشكل السودانيون 35% من إجمالي المهاجرين، تليهم جنسيات النيجر (21%)، ومصر ( 19%)، وتشاد ( 9%)، ونيجيريا ( 3%). ويُشكل الرجال البالغون 78% من إجمالي المهاجرين، مقابل 11% نساء، و 7% أطفال مرافقين، و 4% قُصّر غير مصحوبين.

وأما التوزيع الجغرافي، فتستضيف المنطقة الغربية 53% من المهاجرين، تليها الشرقية بنسبة 35% ، ثم الجنوبية بنسبة 12% .

وأوضح التقرير أن 76% من المهاجرين يعملون داخل ليبيا ، معظمهم في البناء والزراعة والعمل المنزلي، مع وجود فجوة واضحة بين الجنسين، إذ تبلغ نسبة العمالة بين الرجال 79% مقابل 37% بين النساء.

وأكدت المنظمة أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة والنزاعات وانعدام الأمن في دول المنشأ تبقى المحرك الأساسي للهجرة نحو ليبيا.

ورغم انخراط المهاجرين في سوق العمل المحلي، فإنهم يواجهون ظروفاً معيشية هشة، وضعفاً في الخدمات الأساسية، ومخاطر مالية متزايدة.

وشددت المنظمة على أن بياناتها تستند إلى رصد ميداني فعلي خلال فترة التقرير، لكنها لا تمثل إحصاءً شاملاً لكل المهاجرين غير النظاميين في ليبيا.

وفي السياق، أعلن وزير الداخلية المكلّف عماد الطرابلسي أن الوزارة رحّلت 20 ألف مهاجر غير نظامي في 2023 ، و32 ألفاً منذ مطلع 2024 ، ضمن خطة لتعزيز ضبط الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وقدّر الطرابلسي عدد المهاجرين غير النظاميين في البلاد بما يتراوح بين 3 و 3.5 ملايين شخص ، مشيراً إلى تدفق مئات المهاجرين يومياً، وهو رقم إداري يعكس الضغط الأمني والخدمي ولا يطابق التقديرات الميدانية للمنظمة الدولية.

ومن جانبه، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة أن ليبيا لن تكون موطناً للهجرة غير النظامية، مشدداً على أن أمن واستقرار الشعب الليبي خط أحمر.

ونفى الدبيبة شائعات توطين المهاجرين، واصفاً إياها بأنها مغرضة سياسياً، وقال:”ليبيا ليست حارساً لأوروبا، ولن تكون مكباً للمهاجرين المرحّلين من الدول المجاورة، نحن بلد عبور لا بلد استقرار، وورثنا أزمة الهجرة ولم نتسبب بها”.

وجدد الدبيبة دعوته المجتمع الدولي، خصوصاً الاتحاد الأوروبي، إلى تحمّل مسؤولياته المشتركة في مواجهة الظاهرة، مؤكداً أن ليبيا لا تستطيع مراقبة حدودها بمفردها، وتحتاج إلى دعم فني ومالي أكبر لمعالجة الظاهرة بنهج إنساني يحفظ السيادة الوطنية وكرامة الإنسان.

تبقى ليبيا محوراً رئيسياً في خط الهجرة بوسط المتوسط، لكنها تواجه تحديات معقدة تتعلق بانقسام المؤسسات وتداخل المصالح الإقليمية والدولية.

ويرى مراقبون أن الفجوة بين البيانات الميدانية والتقديرات السياسية تعكس تعقيد الملف، وتؤكد الحاجة إلى سياسة وطنية موحدة توازن بين الأمن الوطني والالتزامات الإنسانية.