وأفاد مراسل وكالة الأناضول بأن النشطاء وصلوا إلى البلاد على متن طائرة خاصة قادمة من مطار إسطنبول التركي، برفقة الناشطة الأسكتلندية إيفون إيفري، حيث كان في استقبالهم وزير الشباب الليبي فتح الله الزني، والسفير الفلسطيني لدى ليبيا محمد رحال، إلى جانب حشد من المواطنين.
وضم الوفد الليبي كلاً من: رئيس الوزراء الأسبق عمر الحاسي، نبيل السوكني، مالك حسن قطيط، حسين رمضان بركة، الصيّد محمد الشريف، صلاح عبد العاطي العزومي، عبد الرزاق عبد الله الحنيش، سعد المغربي، عبد الناصر أحمد الأسطى، عبد الرحمن عاصم حامد، حمزة رافع ساسي، مصطفى أبوبكر فطيس، وكمال الشامي، وجميعهم كانوا على متن السفينة التي حملت أيضًا ناشطين من جنسيات مختلفة، من بينهم إيفري.
وفي تصريحات لمراسل الأناضول، كشف المتحدث باسم السفينة نبيل السوكني عن تعرض النشطاء لمعاملة قاسية منذ لحظة وصولهم إلى ميناء أسدود الإسرائيلي، حيث قال: “عندما حضر ما يُسمى بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بدأت معاملة لا إنسانية على الإطلاق، بل ربما لا تليق حتى بالحيوانات”.
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية حرمت أحد النشطاء المصابين بالسكري من الحصول على إبرة الأنسولين التي يحتاجها يوميًا، فيما جرى إلقاء أدوية ناشطة مصابة بالسرطان في القمامة، وعندما طالبت بها تعرضت للضرب، كما مزق الجنود قميصها الذي يحمل صورة أحد شهداء غزة.
وأشار السوكني إلى أن ما حدث يمثل “نقطة من بحر” مما واجهوه من انتهاكات، مؤكدًا أن المناضلين من مختلف الدول، ومن بينها أمريكا وإيطاليا وإسبانيا والمكسيك ودول المغرب العربي، أظهروا صمودًا استثنائيًا داخل السجن، وقال: “كنا داخل السجن والإسرائيليون هم من كانوا خائفين منا”.
وتحدث السوكني عن الظروف الصعبة التي مر بها النشطاء، موضحًا أن المياه التي قُدمت لهم تسببت في أمراض بالجهاز الهضمي، ولم يحصلوا على مياه صالحة للشرب إلا في طريقهم إلى المطار وبكمية محدودة، فيما رفضوا تناول الطعام المقدم لأنه “ملطخ بدماء الفلسطينيين”، على حد وصفه.
وأكد أنه سيصدر قريباً كتاباً بعنوان “نحو غزة”، يروي فيه تفاصيل الرحلة منذ انطلاقهم من طرابلس وحتى عودتهم إليها، مقدماً شكره للحكومة والشعب التركيين على حسن الاستقبال والضيافة، ومشيراً إلى الحفاوة الكبيرة التي لاقوها هناك.
وفي الأول من أكتوبر الجاري، استولت السلطات الإسرائيلية على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية بمهمة إنسانية نحو غزة، واعتقلت مئات النشطاء الدوليين على متنها، قبل أن تبدأ بترحيلهم.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تتجه فيها عشرات السفن مجتمعة نحو غزة، التي يعيش فيها نحو 2.4 مليون فلسطيني، في محاولة جماعية لكسر الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 18 عاماً.
وتواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 8 أكتوبر 2023، ارتكاب مجازر في القطاع أسفرت عن مقتل 67, 183 شخصاً وإصابة 169, 841 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مجاعة أودت بحياة مئات المدنيين.