والعجيلي، المولود في مدينة درنة عام 1960، ارتبط بمسقط رأسه حتى آخر أيامه، فاختار التدريس هناك بعد حصوله على إجازة في اللغة العربية من جامعة سبها عام 1987، وبرغم تجربته الشعرية الغنية، ظل اسمه بعيدا عن دوائر النقد والاهتمام الإعلامي، إذ لم يكن يسعى إلى الشهرة بقدر ما كان ينذر نفسه للقصيدة وحدها.
وعرف الشاعر بوفائه لقصيدة النثر، حيث قدم دواوين بارزة مثل منشورات سرية، مهب القبلي، وشجر الكلام، وتميزت نصوصه بابتعادها عن الزخارف الشكلية واعتمادها على البساطة والتلقائية، مع رهان دائم على العمق الإنساني والحنين، وهو ما منحه لقب “راهب القصيدة الليبية”.
وفي قصائده، كان العجيلي كثيرا ما يشبه الوطن والمدينة بالمرأة الجميلة التي تظل رغم قسوة الظروف مصدرا للأمل والدفء، كما في مقطوعته الشهيرة التي استحضر فيها صورة مدينة “جميلة رغم كل شيء… ما زالت شبابيكها تصعد الأغاني إلى السماء… وما زالت تفتح ذراعيها للطيور الهاربة”.