ويتكون المشروع من ثلاث مراحل متكاملة تشمل الأرصفة، الساحات، المباني الخدمية، وتعميق الغاطس البحري، وقد اكتملت المرحلة الأولى بإنشاء رصيف بحري بطول 550 متراً مع توسعة إضافية، وتركيب ثلاث رافعات بحرية عملاقة بسعة 75 طناً، إضافة إلى تجهيز الساحات بثماني رافعات قنطرية بطاقة 41 طناً لكل منها، وإنشاء محطة مخصصة للحاويات المبردة بطاقة استيعابية تبلغ 490 حاوية، إلى جانب تركيب أبراج إنارة حديثة بارتفاع 32 متراً.
وأما المرحلة الثانية، التي أنجز منها حتى الآن نحو 70%، فتشمل إنشاء رصيف جديد بطول 335 متراً وأربع مبانٍ خدمية تضم مبنى إدارياً وآخر للاستقبال وثالثاً للعاملين ورابعاً مخصصاً للكهرباء.
وتتواصل المرحلة الثالثة حالياً، حيث يجري العمل على إنشاء رصيف بحري جديد بطول 400 متر وعرض 77 متراً، مع إضافة رافعتين بحريتين بسعة 75 طناً وأربع رافعات قنطرية بسعة 41 طناً.
ويشمل المشروع كذلك تعميق الغاطس البحري من 10.5 إلى 16.6 متراً لاستقبال السفن العملاقة، إلى جانب إزالة العوائق البحرية القديمة مثل السفن الغارقة والهياكل المعدنية، كما جرى تزويد الميناء بمصدات سفن حديثة ونظام إنارة متطور يتيح العمل الليلي وفق أعلى معايير السلامة.
ومن خلال هذه التحديثات، يطمح الميناء إلى أن يكون منصة محورية للتجارة واللوجستيات في المنطقة، بما يعزز موقع ليبيا كجسر يربط بين الأسواق الأوروبية والعالمية وعمقها الإفريقي، ويساهم في تنشيط حركة البضائع العابرة (الترانزيت) عبر المتوسط.
ولا يقتصر مشروع ميناء الحرة جليانة على كونه توسعة للبنية التحتية، بل يمثل قفزة استراتيجية تجعل ليبيا لاعباً رئيسياً في قطاع النقل البحري والخدمات اللوجستية، وداعماً أساسياً للاقتصاد الوطني في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية.