Post image

مقتل قيادي عسكري في قاعدة معيتيقة إثر خلاف مسلح مع أحد الجنود

قُتل العميد محمد الصداعي، آمر “القوات الخاصة” الليبية، يوم الأربعاء داخل قاعدة معيتيقة العسكرية بالعاصمة طرابلس، بعد تعرضه لإطلاق نار من أحد الجنود التابعين له إثر مشادة كلامية تطورت إلى تبادل إطلاق نار مباشر.

وأفادت مصادر ميدانية محلية بأن المشادة بدأت بين الصداعي والجندي داخل مقر القوات، قبل أن تتحول إلى حادثة مميتة أودت بحياة العميد على الفور، فيما لم تصدر السلطات الرسمية أي بيان يوضح الدوافع الحقيقية للحادث أو تفاصيله، وتم فتح تحقيق رسمي لمعرفة الملابسات الدقيقة.

ويعتبر العميد الصداعي من القيادات العسكرية البارزة في غرب ليبيا، إذ تتبع “القوات الخاصة” التي يقودها رئاسة الأركان العامة، وتتمركز هذه القوات داخل قاعدة معيتيقة التي كانت قبل نحو شهرين محور تصعيد مسلح بين القوات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية و”جهاز الردع ومكافحة الجريمة”، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لخفض التوتر، نص على تكليف قوة محايدة لتأمين القاعدة وضمان عدم اندلاع مواجهات جديدة.

وشغل الصداعي دوراً محورياً في القوات الخاصة، حيث قاد العديد من العمليات الميدانية المهمة التي ساهمت في تعزيز الأمن والاستقرار في مناطق حساسة وحيوية داخل العاصمة طرابلس وخارجها، كما كان مسؤولاً عن التخطيط والتنفيذ والتوجيه المباشر للمهام العسكرية، ما جعله شخصية عسكرية مؤثرة وذات حضور قوي داخل المؤسسة العسكرية الليبية، وعرف بين زملائه الجنود بكفاءته وخبرته الكبيرة في إدارة العمليات وتنسيق الوحدات.

وتأتي حادثة مقتله في ظل أجواء من التوتر الأمني المستمر داخل العاصمة طرابلس، التي تشهد بين الحين والآخر مواجهات مسلحة بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية، نتيجة التنافس على السيطرة على المناطق الحيوية، والضغط المستمر من الجماعات المسلحة على مواقع استراتيجية، ما يجعل الوضع الأمني في العاصمة هشاً ومعرضاً لتصعيد مفاجئ.

ويعكس هذا الحادث الخطير حجم التحديات التي تواجه القوات العسكرية في طرابلس، حيث لا تزال الصراعات الداخلية بين القيادات المختلفة تمثل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار المؤسسات العسكرية، ويطرح تساؤلات حول مدى قدرة السلطات الليبية على ضبط الانضباط داخل القواعد العسكرية وضمان حماية القيادات البارزة من أي تصعيد محتمل أو مواجهات داخلية.