وأوضح المسؤول الأممي أن ليبيا تواجه تحديات متشابكة تزيد من تعقيد الأزمة، حيث تتداخل عوامل التدفق الكبير للمهاجرين واللاجئين مع الصدمات البيئية المتكررة وتداعيات النزاعات المسلحة.
وتشير تقديرات المنظمة إلى وجود نحو 80 ألف شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، يتوزعون بين نازحين ليبيين ولاجئين سودانيين ومهاجرين من جنسيات مختلفة.
وفي معرض حديثه عن الفئات الأكثر تأثراً بهذه الأزمة، أشار فياضي إلى أن الأطفال يحتلون الصدارة، حيث يعاني عدد كبير منهم من الحرمان من التعليم الأساسي والتأثيرات النفسية العميقة نتيجة النزاعات المسلحة، كما هو الحال في اشتباكات طرابلس الأخيرة.
وأعرب عن قلقه إزاء محدودية قدرة المدارس على استيعاب الأطفال المهاجرين، ما يفاقم من أزمة التعليم في البلاد.
من ناحية أخرى، كشف ممثل اليونيسف عن توقف بعض خدمات المنظمة في غرب ليبيا منذ مارس الماضي بسبب الحملة التي شنتها السلطات على المنظمات غير الحكومية.
ووصف إهمال الاستثمار في الأطفال بأنه “تجاهل صارخ لمستقبل البلاد”، مؤكداً أن الخدمات المقدمة للأطفال لا تزال دون المستوى المطلوب رغم الحاجة الماسة إلى توفير أقصى الإمكانيات لهم.
يأتي هذا التحذير في وقت تشهد فيه ليبيا تناقضاً واضحاً بين إمكاناتها الاقتصادية الكبيرة والواقع الإنساني الصعب الذي تعيشه فئات واسعة من سكانها، خاصة في ظل استمرار عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.