جاءت العملية بناء على معلومات استخباراتية دقيقة، حيث عثرت قوات الأمن على 6 قوارب مكتملة التجهيز وجاهزة للإبحار، و12 قارباً آخر في مراحل تصنيع متقدمة، ما يكشف عن نشاط صناعي ممنهج لتلبية الطلب المتزايد على عمليات التهريب.
وتم إلقاء القبض على 10 أشخاص داخل الورشة، بينما لا تزال الملاحقة جارية لثلاثة آخرين متورطين في إدارة هذه الشبكة الإجرامية.
ولا تمثل هذه العملية سوى غيض من فيض في معركة ليبيا المستمرة ضد شبكات تهريب البشر، التي تستفيد من معاناة آلاف المهاجرين اليائسين الفارين من الصراعات والفقر.
وتأتي هذه الضربة الأمنية في وقت لا تزال فيه المآسي الإنسانية تتكشف يومياً، حيث أعلنت المنظمة الدولية للهجرة مؤخراً عن غرق قارب قبالة سواحل طبرق، أدى إلى مقتل 50 مهاجراً سودانياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال.
وتواجه ليبيا تحديات جسيمة في إدارة ملف الهجرة غير النظامية، حيث تقدر أعداد المهاجرين على أراضيها بنحو 867 ألف مهاجر من 44 جنسية مختلفة.
وتعمل السلطات الليبية، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، على تنفيذ برامج العودة الطوعية، حيث تم مؤخراً ترحيل 174 مهاجراً نيجيرياً إلى بلادهم، في محاولة لتخفيف الضغط عن مراكز الإيواء التي تعاني من ظروف صعبة وازدحام كبير.
وتبقى عملية مصراتة حلقة في سلسلة طويلة من المعارك التي تخوضها ليبيا على جبهات متعددة: أمنية ضد الشبكات الإجرامية، وإنسانية للتعامل مع تبعات الهجرة، وقانونية لتطبيق التشريعات.
ولا تزال هذه المعركة تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً حقيقياً لمعالجة جذور الأزمة وتقديم حلول مستدامة لهذه القضية الإنسانية المعقدة.