Post image

ليبيا تسجل أول إصابة بـ”تفحم الذرة” وتحذيرات من تهديد للأمن الغذائي

أعلن مركز البحوث الزراعية والحيوانية في ليبيا عن تسجيل أول إصابة بمرض “تفحم الذرة”، وأثار قلق المختصين نظراً لقدرة المرض على الانتشار السريع وتأثيره على المحاصيل الزراعية الأساسية مثل الذرة والقمح والشعير.

ووفق نتائج الفحوصات المخبرية التي أجريت على عينات من الذرة المطروحة في الأسواق المحلية، تم التأكد من وجود الجراثيم المسببة لهذا المرض الفطري، الذي يُعد من أخطر الآفات الزراعية عالمياً.

وقالت الباحثة أسماء المبروك من المركز إن المرض لم يكن موثقاً في ليبيا من قبل، وإن ظهوره يمثل تهديداً فعلياً للأمن الغذائي الوطني، خاصة إذا امتد إلى محاصيل استراتيجية أخرى.

وبحسب بيانات قطاع الإرشاد الزراعي، تُزرع الذرة في ليبيا على مساحة تتراوح بين 40 و50 ألف هكتار سنوياً، ما يعادل 12 إلى 15% من إجمالي المحاصيل الصيفية، وتستخدم الذرة في إنتاج الحبوب والأعلاف، كما يحتل زيت الذرة المرتبة الثالثة بين الزيوت النباتية المستهلكة محلياً بعد زيت الزيتون وزيت دوار الشمس.

ودعا المركز الجهات المعنية إلى الإسراع في إعداد استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة المرض قبل حلول موسم الزراعة المقبل، إضافة إلى إطلاق حملات توعية للمزارعين لتمكينهم من التعرف على أعراض الإصابة وطرق التخلص الآمن من الأجزاء المتضررة، وحذر من أن أي تأخير في التدخل قد يؤدي إلى خسائر فادحة في المحاصيل التي يعتمد عليها المواطن الليبي بشكل أساسي.

ويُعرف مرض تفحم الذرة علمياً باسم “Ustilago maydis”، وينتشر عادة في المناطق ذات المناخ الدافئ والرطب، حيث يصيب أجزاء مختلفة من النبات كالحبوب والأوراق والسيقان، مسبباً أوراماً سوداء مليئة بالجراثيم الفطرية.

وقد سُجلت حالات تفشي واسعة لهذا المرض في دول مثل المكسيك ومصر، ما يجعله من الأمراض التي تتطلب مراقبة دقيقة وتدخلات زراعية عاجلة للحد من انتشاره.

ويعكس هذا التطور الحاجة الملحّة إلى تعزيز منظومة الأمن الحيوي الزراعي في ليبيا، وتحديث آليات الرصد والاستجابة السريعة لمواجهة التحديات البيئية والزراعية المتصاعدة.