Post image

ليبيا ترفع حالة الطوارئ في الكفرة لمواجهة مخاطر تفشي الكوليرا من السودان

في ظل تفشي وباء الكوليرا بشكل خطير في السودان، الذي أودى بحياة أكثر من 700 شخص وأصاب أكثر من 3000 آخرين في إقليم دارفور والولايات الشمالية، تتزايد المخاوف من وصول المرض إلى الأراضي الليبية، خاصة المناطق الحدودية مع السودان.

وعقب انتشار الوباء في 18 ولاية سودانية متاخمة للحدود الليبية، عقدت وزارة الصحة بالحكومة الليبية اجتماعات طارئة وشكّلت غرفة لمتابعة الأوضاع في مدينة الكفرة، التي تستضيف أكثر من 65 ألف نازح سوداني، وذلك تحسباً لأي طارئ صحي.

وأكد رئيس غرفة الطوارئ بالوزارة، إسماعيل العيضة، أن انتشار حالات الكوليرا في السودان القريبة من الكفرة أدى إلى تسجيل أكثر من 3000 إصابة و 700 وفاة، وفق إحصاءات منظمة الصحة العالمية ويونيسيف، مشدداً على دقة هذه الأرقام.

وأضاف أن وزارة الصحة الليبية رفعت حالة الطوارئ في الكفرة بالتنسيق مع السلطات المحلية والمنظمات الدولية لمتابعة النازحين وتوفير الرعاية الصحية لهم.

وأوضح العيضة أن الإجراءات تشمل تجهيز أكثر من 20 راصداً متخصصاً في الرصد والتقصي الطبي، وإجراء فحوصات دورية للنازحين، ومراقبة أماكن تواجدهم، مع توفير العلاج مجاناً.

كما تم تحديد الاحتياجات العاجلة بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية ويونيسيف لضمان الاستعداد الكامل لأي طارئ صحي، مشيراً إلى أن جميع التطعيمات المقدمة للنازحين روتينية وتعزيزية مثل الحصبة وشلل الأطفال، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية ضد الكوليرا في حال ظهور أي حالات مؤكدة.

وأكد العيضة أن المخاوف تشمل تأثير موسم الأمطار والتغيرات المناخية، التي قد تؤدي إلى انتشار أمراض أخرى، إضافة إلى زيادة خطر العقارب والثعابين، واحتمالية حدوث فيضانات، لكن الاستعدادات الحكومية والعسكرية مستمرة لمواجهة أي طارئ.

وفي السياق نفسه، أشار عضو المجلس الاستشاري العربي الإفريقي للتوعية، الدكتور علي المبروك أبوقرين، إلى أن السودان يشهد موجة كوليرا مستمرة تهدد مناطق النزوح وتمتد آثارها إلى جنوب ليبيا، مؤكداً أن الوضع الصحي في السودان تأزم بسبب الحرب والصراعات المستمرة، مع انهيار النظام الصحي وارتفاع معدلات الإصابة بالكوليرا وأمراض أخرى مثل الملاريا والحصبة وسوء التغذية.

وأكد أبوقرين على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل: تفعيل أنظمة الإنذار المبكر، إنشاء نقاط لعلاج الحالات المشتبه بها بعيداً عن التجمعات، توفير العلاج بالمحاليل الفموية والوريدية والمضادات الحيوية، وتشديد حملات التوعية المجتمعية حول استخدام المياه الصالحة للشرب، غسل اليدين، وطهي الطعام جيداً، وعزل المرضى والتخلص من الأدوات الملوثة بشكل صحي.

وشدد على أهمية التعاون بين قطاعات الصحة والبيئة وهيئات المياه والصرف الصحي لضمان سلامة أماكن تجمع اللاجئين، وإجراء حملات تطعيم مستهدفة، وتجهيز مختبرات حديثة لتشخيص الحالات، ودمج استجابة الكوليرا مع الأمراض المصاحبة مثل الملاريا والحصبة وسوء التغذية ضمن عيادات متنقلة.

ودعا أبوقرين إلى رفع درجات الطوارئ الصحية وتعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والجهات المحلية والإقليمية والدولية لمواجهة خطر الكوليرا المتصاعد، مع التأكيد على أن الملف الصحي في الكفرة تحت السيطرة الكاملة بفضل المتابعة المستمرة وعمليات الرصد والتقصي.