Post image

لبدة الكبرى تعود للحياة.. مهرجان غنائي يربط ليبيا بذاكرتها الحضارية

في مشهد استثنائي جمع بين أصوات الفن وإرث التاريخ، تحوّل مسرح لبدة الأثري بمدينة الخمس مساء أمس الخميس إلى منصة تحتفي بالأغنية الليبية في أول دورة لمهرجان يحمل اسم الفنان الراحل عبد اللطيف حويل.

يتبارى فنانون شباب ومخضرمون على امتداد ثلاثة أيام في تقديم أعمال غنائية وطنية، اختير منها 21 عملا من بين عشرات المشاركات التي تقدمت للمسابقة.

أراد المنظمون للمهرجان أن يتجاوز مجرد كونه فعالية فنية، فاختيار لبدة الكبرى، بما تحمله من رمزية حضارية، جاء ليؤكد على أن الأغنية الليبية قادرة على أن تكون جسرا بين الماضي العريق والحاضر المليء بالتحديات.

كما تراهن الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون على أن الفعالية ستسهم في إعادة إدماج ليبيا ضمن خارطة المهرجانات الثقافية العربية، وتعزيز حضورها السياحي عبر تسليط الضوء على مواقعها التاريخية.

يكرم المهرجان أيضا أسماء بارزة في الأغنية الليبية، ممن تركوا بصمة في وجدان المستمعين، بينما تتنافس الأعمال المشاركة على إبراز القيم الوطنية والاجتماعية من خلال نصوص وألحان ملتزمة بهوية البلاد الثقافية.

وتعد مدينة الخمس، التي تحتضن آثار لبدة الكبرى المصنفة على قائمة التراث العالمي، من أبرز المدن الليبية التي شهدت تراجعا في النشاط الثقافي منذ سنوات الحرب، ومع عودة المهرجانات إلى واجهتها، تبدو محاولة لإحياء الحياة العامة واستعادة الفضاءات الأثرية كمنابر ثقافية مفتوحة أمام الجمهور.