جاء ذلك في بيان صحفي أصدره الحصان اليوم، حيث وجه رسالة طمأنة إلى الشعب الليبي قال فيها: “نطمئن أهلنا في ربوع ليبيا الحبيبة بأننا لازلنا وسنبقى في صفوف السلام الأولى، لأننا لسنا دعاة حرب، ونسأل الله أن يهدي النفوس ويصلح ذات بيننا”.
يأتي هذا الإعلان بعد ساعات من تقارير عدة تحدثت عن تحركات عسكرية ملحوظة وصلت إلى مشارف العاصمة، وسط أنباء عن نية بعض التشكيلات المسلحة اقتحام مقر جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب في منطقة معيتيقة بسوق الجمعة، مما أثار مخاوف من تجدد الاشتباكات المسلحة في العاصمة.
وفي تطور متصل، أفادت وسائل إعلام ليبية بأن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة عقد اجتماعاً أمنياً طارئاً في مقر إقامته بحي الأندلس، حضره وكيل وزارة الدفاع عبدالسلام زوبي، وآمر قوة العمليات المشتركة عمر بوغدادة، ووزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، لبحث التطورات الأمنية الأخيرة وسباح احتواءها، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول مخرجات هذا الاجتماع.
من جهة أخرى، أكد هشام بن يوسف، منسق المجلس الاجتماعي سوق الجمعة والنواحي الأربع، رفض المجلس القاطع لمبدأ الحرب وتجدد القتال، مشدداً على دعمه لخارطة الطريق التي أعلنتها المبعوثة الأممية إلى ليبيا، والتي تتضمن تشكيل حكومة جديدة.
وأوضح بن يوسف أن الحديث عن التحشيدات العسكرية الحالية “لا يعدو كونه رسالة من بعض الأطراف للعرقلة وإثبات الوجود السياسي”.
وفي نفس السياق، عقد عدد من أعيان ونشطاء مدينة مصراتة اجتماعاً موسعاً ناقشوا خلاله التطورات الأمنية في العاصمة، وشددوا على رفض أي محاولة لتجدد الحرب في طرابلس، داعين إلى تغليب لغة الحوار والعقلانية لحماية النسيج الاجتماعي ومنع المزيد من الانقسامات.
هذه التطورات تأتي في إطار الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا منذ أشهر، والتي تشهد حالة من الجمود بين الحكومة المنتخبة والمجلس الرئاسي، وسط تحشيدات عسكرية متفرقة ومخاوف من عودة البلاد إلى حرب شاملة.