وقال المصدر في تصريحات لوكالة “فرانس برس” إن “اثنين من رعايانا من أعضاء الطاقم قضيا في الحادث الذي وقع في 23 ديسمبر في تركيا”، من دون الكشف عن هويتيهما، مشيراً إلى أن “وزارة أوروبا والشؤون الخارجية على تواصل مع العائلات عبر السفارة الفرنسية في تركيا ومركز الأزمات والدعم”.
وأفادت السلطات التركية بمقتل ثمانية أشخاص، هم الحداد وأربعة من مرافقيه، إضافة إلى ثلاثة من أفراد الطاقم، وأعلنت العثور على الصندوق الأسود للطائرة من طراز “فالكون-50″، التي تحطمت بعد أقل من 40 دقيقة على إقلاعها، إثر “عطل كهربائي” وفق المعطيات الأولية، مع فتح تحقيق لكشف الملابسات.
وصرح وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا أن الصندوق الأسود سيُحلّل في “بلد محايد”، مشدداً على أن النتائج “ستُعمّم بشفافية على الأمة والعالم”.
وأكد وزير العدل يلماز تونج أن “الفحوصات التقنية والشرعية تتواصل بأكبر قدر من الدقة”، مع استمرار فحوص الطب الشرعي وتحليل أسباب العطل.
ووفق معلومات منشورة، جرى استئجار الطائرة من شركة “هارموني جيتس” المالطية، التي تُجرى صيانتها في ليون الفرنسية، حيث رفضت الشركة تحديد هويات الطيار والطاقم، كما لم تؤكد أو تنفِ تفاصيل جنسياتهم المتداولة إعلامياً.
وكان الحداد في زيارة رسمية إلى أنقرة، الثلاثاء، بدعوة من نظيره التركي، في وقت تُعد فيه تركيا حليفاً رئيسياً لحكومة طرابلس المنتهية ولايتها، والتي تدعمها عسكرياً منذ يناير 2020، عبر المسيّرات والمدربين، إضافة إلى الدعم الاقتصادي.
وتعيش ليبيا أوضاعاً سياسية منقسمة بين غرب البلاد وشرقها، الذي يشهد بدوره تعقيدات أمنية ومؤسساتية، مع ضعف القدرة التشغيلية في بعض المرافق الحيوية، وامتداد تداعيات الانقسام إلى إدارة الموارد والملفات السيادية، وسط مطالب محلية بتعزيز تمثيل الشرق في مؤسسات الدولة، بما فيها الأجهزة ذات الصلة بالسلامة والأمن.
وتأتي الحادثة في لحظة تشهد تقارباً تركياً نسبياً مع معسكر الشرق الليبي خلال الأشهر الأخيرة، بعد زيارات واتصالات رفيعة المستوى شملت مسؤولين أتراكاً وقادة ليبيين، في مؤشر يعكس تحوّلاً في ديناميات التواصل السياسي بين الجانبين.