وتتمتع ريتشاردسون بخبرة تتجاوز ثلاثة عقود في مجالات التنمية والمساعدات الإنسانية والتعافي بعد النزاعات وحقوق الإنسان، وعملت مع الأمم المتحدة في مناطق متعددة شملت غربيّ ووسط إفريقيا، منطقة البحر الكاريبي، غربيّ البلقان، وجنوب شرقيّ أوروبا، وشغلت سابقاً منصب نائبة الممثل الخاص لمكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي، ومنسقة مقيمة ومنسقة للشؤون الإنسانية هناك منذ عام 2022، كما تولت منصب المنسقة المقيمة في كوسوفو بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة.
وتحمل ريتشاردسون درجة الماجستير في اقتصاديات التنمية من جامعة غوتنبرغ، وليسانس العلوم الاجتماعية من جامعة لوند في السويد، وتتقن إلى جانب لغتها الأم السويدية، الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية بطلاقة.
ويأتي هذا التعيين بعد أن كلف غوتيريس في يناير 2025 الغانية هانا تيتيه بمنصب الممثلة الخاصة له في ليبيا ورئيسة البعثة الأممية، وكانت تيتيه قد عرضت خلال زيارتها لإيطاليا الاثنين الماضي ملامح خريطة الطريق التي ستقدمها لمجلس الأمن في 21 أغسطس، مؤكدة أنها تقوم على “نهج اجتماعي تصاعدي” لبناء شرعية الحل السياسي من القاعدة الشعبية وصولاً إلى قمة البنية السياسية، مستندة إلى سلسلة لقاءات موسعة أجرتها البعثة مع مكونات المجتمع الليبي، واستطلاع آراء أكثر من 15 ألف مواطن.
ورغم تفاؤلها، أقرت تيتيه بوجود عقبات أمام أي تسوية سياسية، أبرزها غياب سياسة مالية موحدة في البلاد، ما يعكس انهيار المؤسسة المصرفية المركزية واستشراء هدر المال العام، إلى جانب انتشار مرتزقة أجانب في الشرق والغرب، وهو ما يهدد نجاح خريطة الطريق قبل طرحها رسمياً في ظل غياب السلطة المالية الموحدة والأمن المستقر.