وأبرمت الاتفاقيات في 5 يوليو الجاري، وشملت عقدين رئيسيين مع شركتي “نيوم للتطوير العقاري” و”وادي النيل للمقاولات”، وتستهدف معالجة آثار إعصار دانيال الذي دمر أجزاء واسعة من مدينة درنة في سبتمبر 2023، والذي أودى إلى مقتل أكثر من 11,300 شخص وفقدان آلاف آخرين، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وتضمنت الاتفاقيات أعمالا هندسية متقدمة أبرزها إنشاء جدران استنادية بطول 800 متر في وادي النقعة بدرنة لتأمين المناطق المعرّضة للانهيار، إلى جانب توسعة طريق حيوي بطول 62.5 كيلومترا يربط المناطق الجبلية بالساحل.
وفي مدينة البيضاء، تشمل المشاريع تطوير المدخل الغربي بطول 22 كيلومترا، واستكمال الطرق المحيطة بالجسرين الرئيسيين، بالإضافة إلى تنفيذ شبكة صرف صحي متكاملة ومحطة كهرباء جديدة لتأمين الخدمات الأساسية.
وستتولى شركة “نيوم” إنشاء ثماني قنوات لتصريف مياه الأمطار على امتداد كورنيش درنة، إلى جانب تنفيذ محطة معالجة مياه صرف صحي بسعة 25,000 متر مكعب في البيضاء، في مشروع يهدف إلى تعزيز القدرة المستقبلية للمدينة على مواجهة الكوارث الطبيعية.
أما الحزمة الثانية من المشاريع، فوقعتها شركة “وادي النيل” وتشمل استكمال جسر حيوي يربط طبرق بإمساعد، وأعمالا كهربائية بطول الطريق، إلى جانب تحديث البنية التحتية للجسور ودوارات النقل الحيوية في بنغازي، منها “جسر الإسمنت” و”دوار الطيارة”.
وقال المدير العام لصندوق الإعمار القاسم حفتر، إن هذه المشاريع تمثل “مرحلة مفصلية في استعادة الحياة إلى شرق ليبيا”، مشددا على أن مشاركة شركات البناء المصرية تأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية بين طرابلس والقاهرة، ورغبة في استثمار الخبرات المصرية في إعادة الإعمار.
وتعد الكارثة التي ضربت مدينة درنة في 2023 واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ ليبيا، إذ انهار سدان رئيسيان بشكل مفاجئ بسبب الفيضانات، ما أدى إلى محو أحياء بأكملها تحت الطين، وأعلنت الحكومة الليبية تخصيص نحو 1.7 مليار دولار لخطط الإعمار، مع التركيز على مشروعات الصرف الصحي، والطرق، والطاقة في المدن المتضررة شرق البلاد.