Post image

عجز مالي يُقصي منتخب البوتشيا الليبي من البطولة الإفريقية

غاب منتخب ليبيا لرياضة البوتشيا لذوي الإعاقة عن المشاركة في البطولة الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك قبل ساعات من موعد سفر البعثة، نتيجة عجز مالي حال دون تأمين نفقات الإقامة والمعيشة.

ورغم أن الهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي تولت توفير تذاكر السفر، فإن وزارة الرياضة لم تقم بتغطية التكاليف اللوجستية الضرورية، مما أدى إلى إلغاء رحلة المنتخب، التي كانت مقررة مساء الإثنين عبر مطار معيتيقة الدولي، بحسب ما أفادت اللجنة الفنية العليا لرياضة البوتشيا.

وكان من المنتظر أن يخوض المنتخب الوطني هذه المنافسات القارية بنخبة من الرياضيين ذوي الإعاقة من أصحاب الكفاءات العالية، وهم: مسعودة الجويفي، هديل الأصيفر، حمزة الهمالي، نوارة سعد، طه يحيى، علاء أبوخطام، محمد النويجي، ووليد الشعافي، وقد أتم الفريق استعداداته الفنية والنفسية لخوض غمار البطولة، التي تُعد محطة أساسية للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 المقررة في كوريا الجنوبية.

انطلقت البطولة الإفريقية يوم 28 يوليو وتستمر حتى 3 أغسطس، تشهد مشاركة منتخبات مصر (المستضيفة)، وتونس، وجنوب إفريقيا، وناميبيا، بينما غابت ليبيا قسراً، وسط ما اعتبره متابعون “إهمالاً رسمياً” وانتكاسة قاسية في مسيرة دعم الرياضة البارالمبية الليبية.

ويثير هذا الغياب موجة من التساؤلات حول مدى التزام وزارة الرياضة بتكافؤ الفرص ودعم الفئات الأشد احتياجاً، خاصة أن رياضة البوتشيا تمثل واحدة من أصعب وأهم فروع المنافسات الخاصة بذوي الإعاقة الحركية الشديدة.

وفي تطور لافت على المستوى الدولي، وجه الرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للبوتشيا، بول تراينر، رسالة رسمية إلى الجهات الليبية المعنية، أعرب فيها عن “قلقه العميق” من غياب المنتخب الليبي، مشيراً إلى أن لاعبي البوتشيا من بين الفئات الأكثر تهميشاً، وأن عدم دعم مشاركتهم يمثل عائقاً حقيقياً أمام تطورهم الرياضي.

وأكد تراينر أن المنتخب الليبي قدّم أداءً مميزاً في بطولة التحدي الدولية بالبحرين مؤخراً، وكان من أبرز المرشحين للمنافسة القوية في هذه البطولة القارية، داعياً إلى تدخل عاجل يتيح للفريق اللحاق بالحدث قبل فوات الأوان، معرباً عن استعداد الاتحاد الدولي لتقديم الدعم اللازم لضمان مشاركة المنتخب الليبي.

ويعد هذا الغياب القسري ضربة جديدة للرياضة البارالمبية الليبية، وسط مطالب متزايدة بمساءلة الجهات المعنية، وإعادة النظر في أولويات تمويل الرياضة الوطنية، بما يضمن تمثيلاً عادلاً لجميع الرياضيين، دون تمييز أو إقصاء.