جاء هذا الاكتشاف بالمصادفة خلال مسابقة صيد نظمتها مفوضية كشاف بنغازي، حيث أثار ظهور هذه السمكة غير المعتادة في المياه الليبية تساؤلات عديدة حول توسع نطاق الأنواع الغازية وتأثيرها على النظام البيئي البحري.
وبحسب التقرير العلمي الذي نشرته الجمعية، تنتمي السمكة المسجلة (Heniochus intermedius) إلى عائلة الفراشات البحرية، وكانت تقتصر في الماضي على البحر الأحمر وخليج عدن فقط.
وتتميز بجسمها البيضاوي المضغوط وزعنفتها الظهرية الممتدة بشكل بارز يشبه الراية، ويصل طولها إلى 20 سم.
ويسلط التقرير الضوء على المسار التاريخي لغزو هذه الأنواع، حيث دخلت البحر المتوسط عبر قناة السويس، وسجلت أول ظهور قبالة سواحل لبنان في 2012، ثم امتدت إلى تركيا (2013)، وفلسطين وقبرص (2015-2016)، وبحر إيجة (2018)، وصولاً إلى مرسى مطروح المصرية (2021)، قبل أن تصل أخيراً إلى السواحل الليبية.
وحذر التقرير من أن هذه السمكة “قد تنافس الأنواع المحلية على الغذاء، وتؤثر على الشبكات الغذائية من خلال افتراس اللافقاريات أو يرقات الأسماك المحلية”، مشيراً إلى أن تأثيرها الكامل “لا يزال قيد الدراسة”.
أما اقتصادياً، فأكد التقرير أن السمكة “لا تشكل تهديداً مباشراً لمصايد الأسماك”، لكنها تبرز “قضية الأنواع الغازية في المنطقة التي تتطلب برامج مراقبة وإدارة”.
وخلص التقرير إلى أن “وجود سمكة ذات الراية في البحر المتوسط يعكس التبادل البيولوجي المستمر عبر قناة السويس”، محذراً من أن “ارتفاع درجات حرارة البحر المتوسط بسبب تغير المناخ قد يزيد من وتيرة هجرة الأنواع الاستوائية”.
وشددت الجمعية على أن هذا الظهور “يمثل حدثاً بيئياً مهماً يتطلب اهتماماً مستمراً وتعاوناً دولياً للحفاظ على توازن البيئة البحرية المتوسطية”، في تحذير واضح من تداعيات التغيرات المناخية على النظم البيئية البحرية.