Post image

دراسة تحذّر من تلوّث مياه الآبار في غرب طرابلس

حذّرت دراسة علمية جديدة من تزايد مستويات تلوث مياه الآبار الجوفية في عدد من مناطق غرب طرابلس، مشيرة إلى أن غالبية العينات التي جرى تحليلها لا تتوافق مع المواصفات القياسية الليبية لمياه الشرب، ما يشكل خطرا مباشرا على صحة السكان الذين يعتمدون عليها كمصدر رئيسي للمياه.

والدراسة، التي أعدّها المركز الليبي المتقدّم للتحاليل بالتعاون مع قسم علوم الأغذية بكلية الزراعة وقسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة طرابلس، هدفت إلى تقييم جودة المياه الجوفية في المناطق السكنية الغربية من العاصمة، عبر تحليل عينات من 20 بئرا منزلية متفاوتة العمق.

وأظهرت النتائج أن معظم العينات تعاني من تلوّث كيميائي وميكروبي واضح، حيث تجاوزت نسبة الأملاح الذائبة الكلية (TDS) حاجز 3000 ملغ/لتر، فيما بلغ العسر الكلي (T.H) نحو 1400 ملغ/لتر، وهي مستويات تفوق الحدود المسموح بها في المواصفات الوطنية.

كما رصد الباحثون وجود نسب مرتفعة من بكتيريا الإيشريشيا كولاي (E. coli)، وصلت في بعض العينات إلى 129 وحدة تكوين مستعمرة لكل 100 مل من الماء، ما يدل على تلوث برازٍ بشري أو حيواني قد يكون ناجما عن تسربات من خزانات الصرف الصحي أو النفايات المنزلية.

وأشارت الدراسة إلى أن مستوى التلوث ينخفض تدريجيا مع زيادة عمق الآبار، حيث تبين أن نحو 60% من الآبار الضحلة (التي يتراوح عمقها بين 35 و60 مترا) كانت الأكثر تلوثا، مقارنة بالآبار الأعمق التي أظهرت نسباً أقل من الملوثات الكيميائية والميكروبية.

ويرجح الباحثون أن ذلك يعود إلى اختلاط المياه الجوفية السطحية بمياه الصرف أو الفضلات في المناطق ذات البنية التحتية الضعيفة، إضافة إلى عدم الالتزام بالمعايير الفنية عند حفر الآبار المنزلية بالقرب من مصادر التلوث.

وأكدت الدراسة أن غالبية الآبار غير صالحة للاستهلاك البشري المباشر، داعية الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل: إجراء تحاليل دورية لمياه الآبار قبل استخدامها للشرب أو الأغراض المنزلية، وتطبيق ضوابط صارمة لحفر الآبار في المناطق السكنية، والعمل على توسيع شبكات المياه العامة للحد من الاعتماد على الآبار الخاصة، وتنفيذ برامج توعية مجتمعية حول مخاطر التلوث الميكروبي والكيماوي.