وأكد حماد أن ذكرى الاستقلال لا تمثل حدثاً تاريخياً فحسب، بل تجسد التزاماً دائماً تجاه تضحيات الآباء المؤسسين الذين انتزعوا استقلال ليبيا بإرادتهم الحرة، دون وصاية أو إملاءات خارجية، مشدداً على أن تلك التضحيات تفرض على الأجيال الحالية مسؤولية الحفاظ على السيادة الوطنية وصون القرار الليبي.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن استقلال ليبيا الذي تحقق عام 1951، بعد نضال طويل وباعتراف دولي واسع، لم يكن منحة عابرة، بل ثمرة كفاح وتضحيات جسيمة، ما يستدعي اليوم استلهام روح الوحدة الوطنية التي جمعت الليبيين آنذاك، والعمل على استكمال مشروع بناء الدولة على الأسس ذاتها.
وأعرب حماد عن أسفه لما وصفه بإخفاق بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في أداء الدور المنوط بها منذ أكثر من عقد، معتبراً أن تدخلاتها أسهمت في تعقيد المشهد السياسي وإطالة أمد الأزمة، الأمر الذي أدى إلى تآكل القرار الوطني وتعميق الارتهان لإرادات خارجية، في تعارض واضح مع مبادئ الاستقلال التي دفع الليبيون ثمنها غالياً.
وفي هذا السياق، دعا المجتمع الدولي إلى إجراء مراجعة جادة وشفافة لدوره في ليبيا، مؤكداً أن استمرار التدخلات الخارجية وفرض مسارات سياسية لا تنطلق من توافق ليبي–ليبي، لم يحقق سوى مزيد من الانقسام وعدم الاستقرار، وأضعف فرص بناء مؤسسات وطنية قوية قادرة على حماية السيادة وتمكين الدولة من تقرير مصيرها بعيداً عن الضغوط الدولية.
وجدد حماد التزام حكومته، في هذه المناسبة الوطنية، بمواصلة مسيرة الإعمار والتنمية، والعمل على ترسيخ دولة القانون وتعزيز دور المؤسسات الوطنية، بما يعيد للدولة حضورها وقدرتها على أداء مهامها وخدمة المواطن الليبي.
وشدد رئيس الحكومة على أن الاستحقاقات الانتخابية تمثل حقاً أصيلاً للشعب الليبي، مؤكداً دعم الحكومة الكامل لإجرائها وتوفير كل الإمكانات اللازمة لضمان نجاحها، بما يتيح للمواطنين اختيار ممثليهم في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، عبر عملية نزيهة تعكس الإرادة الشعبية الحقيقية.
وختم حماد كلمته بالتأكيد على أن بناء الدولة الحديثة ينطلق من احترام السيادة وتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الجهود، معتبراً أن الليبيين، بروح الاستقلال ذاتها، قادرون على تجاوز التحديات الراهنة وصناعة مستقبل أفضل لبلادهم.