وطلبت وزارة الداخلية بحكومة “الاستقرار” من عدة مديريات للأمن إعداد خطط شاملة لتأمين مراكز الاقتراع ومحطات التصويت الخاصة بالانتخابات المقبلة، على أن تُرفع إلى وكيل الوزارة فرج قعيم، بحسب بيان رسمي صدر الاثنين.
ويأتي ذلك بعد اجتماع عقده قعيم مساء الأحد مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، في بنغازي لمناقشة الاستعدادات الأمنية والتنظيمية للانتخابات المقررة السبت المقبل.
ويُخيّم الغموض على مستقبل أداء السايح مهامه خلال المرحلة المقبلة، إذ لا يُستبعد أن يغادر منصبه في حال توصل مجلسا النواب والأعلى للدولة إلى توافق حول إعادة تشكيل مجلس إدارة المفوضية، تماشياً مع توصيات المبعوثة الأممية هانا تيتيه، فيما لم يتضح بعد تأثير ذلك على جدول الانتخابات المحلية.
وأعلنت المفوضية قائمة تضم 15 بلدية مستهدفة بالاقتراع ضمن المرحلة الثالثة من الانتخابات، بعد تنفيذ حملات توعية نظمها مكاتب الإدارة الانتخابية بالتعاون مع شركاء المفوضية، لتعريف المواطنين بإجراءات التصويت وتشجيع المشاركة الفاعلة.
كما انطلقت الدعاية الانتخابية للمترشحين في بلديتي خليج السدرة والجفرة، على أن تستمر حتى يوم الصمت الانتخابي السابق للاقتراع.
ويبلغ عدد القوائم المترشحة في بلدية الجفرة سبع قوائم إلى جانب 15 مترشحاً فردياً، بينما تضم بلدية خليج السدرة أربع قوائم و 19 مترشحاً فردياً.
وفي هذا الإطار، عقد عضو مجلس المفوضية أبو بكر مردة اجتماعين في بنغازي مع مسؤولين من جامعة بنغازي والهلال الأحمر لتعزيز حملات التوعية بالانتخابات.
وسجلت المرحلتان الأولى والثانية نسب مشاركة متفاوتة؛ إذ أُجريت المرحلة الأولى في نوفمبر الماضي وشملت 58 بلدية، بلغت فيها نسبة المشاركة نحو 60%، وأسفرت عن فوز قوائم مستقلة في معظم الدوائر، وتشكيل مجالس جديدة في 56 بلدية.
أما المرحلة الثانية، التي جرت منذ مطلع العام الجاري وحتى أغسطس الماضي، فشملت 63 بلدية، وسُجلت خلالها نسبة مشاركة بلغت 71% في 26 بلدية، مع إعلان نتائج أولية بيّنت تفوق المترشحين المستقلين مجدداً.
ويأتي هذا على خلفية انقسام سياسي بين حكومتين، إحداهما تهيمن على غرب البلاد برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وأخرى مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حمّاد وتسيطر على شرق وجنوب البلاد.
وفي سياق متصل، يستمر التدهور الأمني في غرب ليبيا، حيث اندلعت اشتباكات في ضاحية تاجوراء شرق طرابلس بين مجموعات مسلحة تابعة لإدارة الأمن القومي وعناصر من رئاسة أركان قوات حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، إثر تبادل اتهامات بسيطرة كل طرف على مناطق نفوذ الآخر، في مشهد يعكس الصراع التقليدي بين الميليشيات.
وفي حادثة منفصلة، لقي طفل مصرعه وأصيب عدد من أفراد أسرته نتيجة سقوط مقذوف على منزلهم في الزاوية، ما اعتبره متابعون استمراراً لصراع النفوذ وتهريب الأسلحة بين المجموعات المحلية.
وقد أظهرت لقطات تلفزيونية لحظة استهداف العائلة أثناء محاولتهم عبور الطريق باتجاه منزلهم، ما أثار دعوات لإجراء تحقيق عاجل وتعزيز الأمن لحماية المدنيين، إلى جانب انتقادات واسعة لانتشار السلاح خارج سيطرة الدولة، والذي يهدد المنشآت الحيوية مثل مصفاة الزاوية النفطية.
وعلى صعيد المطار، أعلن مطار معيتيقة الدولي في طرابلس تسلم مديره الجديد لطفي نشنوش مهامه من مديره السابق عبد المنعم القمودي، في مراسم رسمية وصفت بأنها تعكس “الالتزام بالانتقال السلس والمهني”.
وشهد المطار ترتيبات أمنية متقدمة بعد خلاف حكومي مع جهاز “الردع”، الذي أدى إلى توتر حول السيطرة على القاعدة، قبل التوصل لاتفاق بوساطة تركية ودعم المجلس الرئاسي، سمح بانسحاب قوات الردع وتسليم المطار إلى كتيبة أمن المطار التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية.
ويُعد مطار معيتيقة الدولي المنفذ الجوي الرئيسي للعاصمة طرابلس منذ إغلاق مطار طرابلس الدولي إثر اشتباكات صيف 2014، وما زال حتى اليوم المطار الوحيد العامل فعلياً في المدينة.