Post image

حفتر يدعو إلى “تصحيح المسار” ويحذر من بلوغ الأزمة الليبية الخطوط الحمراء

جدد المشير خليفة حفتر، قائد القوات المسلحة الليبية، تحذيراته من تفاقم الأزمة السياسية في البلاد، داعيا الليبيين إلى التدخل لـ “تصحيح المسار المنحرف نحو الهاوية”، في ظل احتدام الصراع على الشرعية وتزايد الانقسامات بين السلطات المتنازعة.

وجاءت تصريحاته خلال لقاء عقده اليوم الثلاثاء في بنغازي مع مجموعة من الأكاديميين والنشطاء والإعلاميين.

وأكد حفتر أن ليبيا تقف أمام “مفترق طرق حقيقي”، مشددا على أن “الشعب هو مصدر الشرعية والقرار”، وأن أي سلطة لا تستمد مشروعيتها من الليبيين “لا قيمة لها مهما حظيت باعتراف دولي”.

كما انتقد استمرار حالة التشبث بالسلطة داخل بعض الدوائر السياسية، محذرا من أن ذلك “يدفع البلاد نحو تهديد مباشر لوحدتها وتماسك مجتمعها”.

واتهم حفتر الأطراف المعنية بإدارة المرحلة الانتقالية بـ”إهدار المال العام وإنفاقه على مصالح ضيقة”، مشيرًا إلى أن ما يجري يستوجب تحركًا شعبيًا لفرض مسار جديد يحقق التغيير وينشئ مؤسسات قادرة على مكافحة الفساد.

وترافق التصعيد السياسي لحفتر مع إعلان نجله ونائبه، الفريق صدام حفتر، تشكيل ست لجان متخصصة لمتابعة الأزمات الأمنية والاقتصادية في شرق البلاد، وذلك خلال اجتماع موسّع في بنغازي شارك فيه كبار القيادات الأمنية والعسكرية.

وتشمل مهام اللجان العمل على تعزيز غرفة العمليات المشتركة، وضمان توفير الخدمات الأساسية، ومراقبة الملفات الحساسة المرتبطة بحفظ الأمن القومي.

وفي المقابل، تواصل حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها في طرابلس تعزيز شراكاتها الخارجية، حيث بحث رئيسها عبد الحميد الدبيبة مع وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا ملفات التعاون الأمني، وبرامج التدريب، ودعم قدرات المؤسسات الأمنية، وتناول اللقاء قضايا تأمين الحدود، ومكافحة الهجرة غير النظامية، وتطوير منظومات العمل الأمني.

وتوازت هذه التحركات مع نشاط دبلوماسي لافت لأنقرة، إذ استقبل رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة السفير التركي لدى ليبيا، غوفين بيجيتش، لبحث تطورات الملف السياسي وسبل توحيد المؤسسات.

ويرى مراقبون أن تركيا تتجه إلى لعب دور أكثر براغماتية، قائم على موازنة علاقاتها مع أطراف الصراع، سواء في الغرب أو مع “الجيش الوطني” في الشرق.

ومن جهتها، شددت المبعوثة الأممية الخاصة إلى ليبيا، هانا تيتيه، على أن صوت الليبيين هو الأساس الذي تستند إليه البعثة في دعم العملية السياسية.

وأوضحت في رسالة نشرتها البعثة عقب حوار مفتوح مع مواطنين ليبيين، أنها تتابع باهتمام ما يُنشر على منصات التواصل وتعتبر الروح الوطنية المنتشرة “مصدر إلهام” لجهود الأمم المتحدة.

وأكدت تيتيه أن البعثة تعمل بالتنسيق مع المؤسسات الليبية لضمان وضع الشعب في صلب أي مسار سياسي جديد، في وقت تتزايد فيه المخاوف من استمرار حالة الجمود السياسي، ومن احتمال انزلاق الأزمة إلى مستويات أعمق من التعقيد ما لم يتم التوصل إلى تسوية تقود البلاد إلى انتخابات شاملة.