أكد المشير حفتر أن ليبيا استطاعت، تحت قيادته، بناء شبكة علاقات دولية متينة وقوية، لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة عمل دؤوب ومواقف سياسية وعسكرية واضحة.
وقال حفتر: “بنينا علاقات دولية متينة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ولم تأتِ هذه العلاقات بالصدفة، بل جاءت ثمرة للعمل الجاد والمواقف الثابتة والرؤى الاستراتيجية الواضحة.”
ولفت القائد العام إلى أن الانتصارات الحاسمة التي حققها الجيش الليبي على تنظيمات الإرهاب شكلت رسالة قوية للعالم، أظهرت من خلالها القوات المسلحة الليبية مستوى عالٍ من الانضباط والقوة، كما كشفت عن حجم الدعم الشعبي الكاسح الذي يحظى به الجيش، وهو ما مهد الطريق لإقامة علاقات دولية جديدة تقوم على تقدير القوة والإرادة الوطنية.
أشار المشير حفتر إلى أن أهم ما تم تحقيقه على يد القوات المسلحة هو إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، مؤكداً أن هذين العاملين يمثلان حجر الأساس لأي عملية تنمية حقيقية.
وقال في هذا الصدد: “الأمن والاستقرار هما الشرطان الأساسيان لانطلاق أي عملية تنمية، وقد تحققا على أرض الواقع بفضل جهود وتضحيات القوات المسلحة.”
وأوضح أن هذا الإنجاز الأمني هو العامل الرئيسي الذي منح ليبيا مكانة محترمة على الخريطة الدولية، وفتح أمامها أبواب التعاون والشراكات الاستراتيجية مع دول العالم، قائلاً: “ما تحقق من أمن واستقرار، وما صاحبه من نهضة في البناء والإعمار، هو الذي أكسبنا احترام المجتمع الدولي، ومهد الطريق لعلاقات راسخة ومتكافئة مع دول العالم.”
جدد القائد العام تأكيده على انفتاح ليبيا على جميع دول العالم، معبراً عن استعدادها الدائم لإقامة شراكات تعود بالنفع المتبادل على الشعب الليبي وشعوب الدول الأخرى.
وأكد أن المباحثات رفيعة المستوى التي تجري مع وفود الدول المختلفة أسهمت بشكل كبير في تعزيز هذه العلاقات، كما ساعدت في كشف حقيقة الموقف الليبي النقي الذي يحاول بعض الإعلام المضلل تشويهه.
وقال حفتر: “نحن منفتحون على العالم، ونمد أيدينا لكل الدول لبناء علاقات وشراكات تعود بالنفع على الشعب الليبي وشعوب تلك الدول.” مضيفاً: “المباحثات التي نجريها على أعلى المستويات مع وفود الدول ساهمت بشكل فعّال في تعزيز علاقاتنا الدولية، وكشفت حقيقة موقفنا الوطني الذي يختلف تمامًا عما يروجه الإعلام المضلل.”
ظهر المشير حفتر في حديثه واثقاً من مستقبل ليبيا، وحازماً في السير قدماً نحو البناء والتطوير، رافضاً أي إضاعة للوقت في ظل الظروف الراهنة.
وقال: “لا مجال لإضاعة الوقت، نحن نسابق الزمن من أجل تعويض سنوات التراجع والتأخر التي عشناها.”
وعلى الرغم من التعقيدات السياسية التي تمر بها ليبيا منذ أكثر من عشرة أعوام، إلا أن القائد العام أكد أن مسيرة البناء والإعمار قد انطلقت دون انتظار لحل سياسي شامل، معتبرًا أن ما تم إنجازه حتى الآن ليس سوى البداية.
وأضاف: “رغم التعقيدات السياسية المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، بدأنا عملية البناء دون انتظار لحل سياسي شامل.” موضحاً: “ما تحقق من إعمار حتى الآن هو مجرد مرحلة أولى، وطموحاتنا لا تعرف حدوداً.”
وكشف المشير حفتر عن رؤيته الطموحة لمستقبل ليبيا، مؤكداً أن البلاد تمتلك كل مقومات النجاح، من كفاءات بشرية وموارد طبيعية، تؤهلها لتحتل مكانة بين الدول المتقدمة.
وتوقع أن تشهد السنوات المقبلة طفرة تنموية حقيقية في جميع مجالات الحياة، قائلاً: “ليبيا تمتلك الكفاءات البشرية والموارد الطبيعية اللازمة لتكون في مقدمة الدول المتطورة،” وتابع: “السنوات المقبلة ستشهد ثورة حقيقية في قطاعات الإسكان، الزراعة، الطرق، المواصلات، التعليم، والصحة.”
واستعاد المشير حفتر الذكريات الأولى لانطلاق “ثورة الكرامة”، مشيراً إلى الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد بعد سقوط النظام السابق، وانهيار مؤسسات الدولة، مما أفقد المواطن أي حماية.
في هذا الفراغ الأمني والمؤسسي، برز دور القبيلة كحاضنة اجتماعية ومعبّرة عن إرادة المجتمع الليبي، حيث شعرت بمسؤوليتها الوطنية خاصة بعد اجتياح الإرهاب للبلاد وارتكابه جرائم وحشية بحق المدنيين.
وأوضح المشير أنه في تلك الفترة الحرجة، كانت مؤسسات الدولة غائبة أو ضعيفة التأثير، ولم يكن هناك جيش نظامي قادر على حماية الأرض والمواطن، عندها، تواصلت القبائل الليبية مباشرة معه عبر مشايخها وأعيانها وشبابها، طالبة منه قيادة معركة التحرير.
وأشاد القائد العام بالتضحيات الجسيمة التي قدمتها القبائل الليبية، والتي تعهدت بدفع أبنائها للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة والتضحية من أجل تحرير الأرض من براثن الإرهاب.
وقال حفتر: “القبائل تواصلت معي مباشرة عبر ممثليها من المشايخ والأعيان والشباب، مطالبة بقيادة معركة التحرير ضد الإرهاب، وتعهدت بدفع أبنائها لحمل السلاح والتضحية من أجل دحر الإرهاب وإنقاذ الوطن.”
ومع انطلاق عملية الكرامة، شكلت القبائل الداعم الأساسي لها، حيث شارك شباب الأحياء في القضاء على الخلايا الإرهابية النائمة داخل المدن، بينما كانت قوات الجيش تتقدم في جبهات القتال.
وأكد المشير أن هذا التعاون الوثيق بين الجيش والقبائل هو الذي أجبر الإرهابيين على التقهقر والفرار إلى المناطق المكشوفة، حيث تم تطهير المدن بشكل كامل بفضل الله ثم بتضحية أبنائها.
من جهة أخرى، استقبل المشير حفتر في مقر قيادة القوات المسلحة، أمين عام اتحاد الجامعات العربية، الدكتور عمرو عزت سلامة، ورئيس جامعة بنغازي، الدكتور عزالدين الدرسي.
وناقش اللقاء الدور الحيوي للجامعات العربية في تنمية وتطوير المجتمعات، حيث أكد القائد العام على أهمية دعم برامج البحث العلمي لمواجهة التحديات التي تعترض المجتمعات العربية.
ودعا المشير إلى عقد مؤتمر علمي رفيع المستوى تستضيفه جامعة بنغازي في العام 2026، برعاية اتحاد الجامعات العربية، فيما أعرب الأمين العام للاتحاد عن تقديره للتطور الكبير الذي تشهده جامعة بنغازي تحت القيادة الحالية.