وقرر قادربوه إيقاف المدير ومعاونيه عن العمل احتياطياً عقب الزيارة، في خطوة انقسمت حولها الآراء بين من رأى فيها “محاسبة علنية” ومن عدّها “إهانة صريحة”.
واعتبر الدكتور عادل الديب، المدير السابق للمركز الوطني لتطوير النظام الصحي، أن قادربوه “أخطأ بأسلوب غير مهني”، لكنه حمّل أيضاً إدارة المستشفى المسؤولية عن عجزها عن التطوير. وأما موظفو المستشفى فنددوا بما وصفوه بـ”التشهير الإلكتروني” خلال وقفة احتجاجية، مؤكدين انتهاك خصوصية المرضى داخل العناية المركزة.
ومن جانبها، دعت وزارة الصحة إلى حماية كرامة الكوادر الطبية، فيما أعلنت نقابة الأطباء عزمها اللجوء للقضاء، واعتبر المفتي المعزول الصادق الغرياني أن سلوك قادربوه “لا يليق بمسؤول”، لكن مدير مكتبه مهند الماوي برر الزيارة بأنها جاءت استناداً إلى “200 ملاحظة تتعلق بالإهمال”، نافياً استهداف الأطباء.
وأعادت الحادثة إلى الأذهان مشاهد مشابهة لمسؤولين ليبيين، أبرزها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة حين وبّخ مدير صندوق الاستثمار الداخلي بعد سقوط رافعة، ومحافظ المصرف المركزي ناجي عيسى أثناء انتقاده أحد مديري البنوك أمام المواطنين.
ويرى الناشط وليد أبو ظهير أن هذه الوقائع تعكس “ثقافة إدارية تستبدل المحاسبة المؤسسية باستعراض القوة إعلامياً”، فيما أحيت الحادثة ملف الفساد الصحي، بعد سجن وزير الصحة السابق رمضان أبو جناح ومسؤولين بتهم فساد.
ووفق المستشار السابق السنوسي إسماعيل الشريف، فإن الفساد في المستشفيات “سرقة لحق المواطن في الحياة”، مشيراً إلى إنفاق الوزارة أكثر من ثلاثة مليارات دينار خلال ثمانية أشهر دون تحسين الخدمات.
وبدوره، شدد استشاري القلب عبد القادر الجازوي على أن إصلاح القطاع “مستحيل ما دامت الإدارة فاسدة”، مقترحاً نظام تأمين صحي شامل مع إدارة المستشفيات عبر القطاع الخاص، على أن يقتصر دور الدولة على التنظيم والرقابة.