وأشار التقرير، الصادر الإثنين، إلى أن نحو 50 مليون سوداني يعيشون وسط فوضى عارمة، حيث يواجه أكثر من نصفهم انعدام الأمن الغذائي، فيما حصد وباء الكوليرا أرواح 2400 شخص خلال عام واحد .
وتفاقم الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، آخر عاصمة لدارفور خرجت عن سيطرة قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، رغم أن قواته ما زالت تبسط سيطرتها على معظم مناطق غرب السودان.
وأوضح التقرير أن جذور الأزمة تعود إلى انقلاب 2021 الذي قاده حميدتي إلى جانب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان للإطاحة بالحكومة الانتقالية، قبل أن ينقلب الحليفان إلى خصمين ويغرقا البلاد في حرب مفتوحة.
وفي حين تسيطر القوات المسلحة السودانية من مقرها في بورتسودان على شرق وشمال ووسط البلاد، سعت لتعزيز شرعيتها الدولية بتعيين رئيس وزراء مدني هو كامل إدريس في مايو الماضي.
وفي المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع تشكيل حكومة خاصة بها، بعد تحالفها مع 23 جماعة مسلحة وأحزاب وممثلين عن المجتمع المدني ، وصولاً إلى إعلان مجلس رئاسي ورئيس وزراء مدني في يوليو.
ورغم تأكيد التحالف الجديد أنه لا يحمل طموحات انفصالية، ترى الصحيفة أن هذه الخطوة تُسرّع من انقسام السودان على نحو يعيد للأذهان المشهد الليبي.
وقال أستاذ العلوم السياسية بشير الشريف إن “حالة السودان أكثر تعقيداً من ليبيا”، نظراً إلى تعدد الجهات الفاعلة والميليشيات المنخرطة في الصراع، خلافاً للوضع الليبي الذي ينقسم أساساً بين معسكرين رئيسيين.
وتضيف الباحثة السودانية سلمى عبدالله أن “الوضع في ليبيا هو صراع على السلطة بين حكومتين، بينما في السودان فإن الحكومة الموازية نابعة من تشرذم عسكري واسع”.
أما أندرياس كريج، المتخصص في شؤون أمن الشرق الأوسط بكلية كينجز كوليدج لندن، فأكد أن “الصراع السوداني أكثر مرونة وخطوط جبهاته متغيرة باستمرار”، لكنه يشترك مع ليبيا في مظاهر تفكك الدولة وسيادة الفوضى.