Post image

تقرير أممي يحذر: ألغام ليبيا تهدد حياة المدنيين وتعيق إعادة الإعمار

كشف تقرير صادر عن الأمم المتحدة عن اتساع نطاق خطر المتفجرات المتبقية من الحروب في ليبيا، حيث لا تزال أكثر من 483 مليون متر مربع من الأراضي ملوثة بالألغام والقذائف غير المنفجرة حتى منتصف عام 2025.

وأشار التقرير إلى تسجيل أكثر من 420 إصابة مؤكدة بين المدنيين منذ عام 2020، مع تحذيرات بأن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أعلى بكثير.

وفي تعليقها على الأزمة، دعت المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه إلى عدم اختزال المعاناة الإنسانية في مجرد أرقام، مؤكدة أن “كل ضحية تمثل مأساة إنسانية كاملة”.

وقالت تيتيه: “يجب أن نركز على القيمة الإنسانية لكل حياة، فسقوط طفل واحد أو مزارع أو عامل ضحية لهذه المتفجرات يمثل خسارة لا تعوض”.

من جانبه، أكد السفير الإيطالي لدى ليبيا جيانلوكا ألبيريني على التزام بلاده بدعم الجهود الليبية في هذا المجال، قائلاً: “تظل إيطاليا شريكاً ثابتاً في طريق ليبيا نحو الأمان والاستقرار. إن إنقاذ كل حياة وتأمين كل مجتمع من هذه المخاطر يمثل خطوة حقيقية نحو السلام”.

وعرضت فاطمة زريق، مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، الجهود المبذولة في هذا الصدد، مشيرة إلى أنه تم منذ عام 2011 تطهير 248 مليون متر مربع من الأراضي الملوثة.

ودعت زريق إلى “توفير دعم دولي مستدام لضمان استمرارية هذه الجهود وتحقيق السلامة على المدى الطويل”.

وكشف التقرير عن تنفيذ أكثر من 13,600 جلسة توعية استفاد منها أكثر من 104,000 شخص بين عامي 2023 ومنتصف 2025، بما في ذلك آلاف النساء والفتيات.

كما سلط الضوء على التقدم في الجانب المؤسسي، حيث تم تطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام ومراجعة المعايير الليبية ذات الصلة لتتوافق مع أفضل الممارسات العالمية.

يأتي هذا التقرير في إطار الحملة الدولية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لدعم نزع السلاح لأغراض إنسانية، والتي تهدف إلى تسريع وتيرة العمل في مجال مكافحة الألغام لما له من دور محوري في حماية حقوق الإنسان ودعم التنمية المستدامة.