ووفق التقرير الذي يغطي الفترة بين يوليو وسبتمبر الماضيين، فإن الزيادة الموسمية في الطلب على العمالة خلال فصل الصيف ساهمت في تفعيل مسارات العبور، خصوصا في شرق ليبيا وبشكل مرتبط بمشاريع البنية التحتية التي رافقت جهود التعافي من آثار العاصفة “دانيال”.
وأفادت المنظمة بأن 47% من المهاجرين الذين دخلوا ليبيا خلال الأشهر المشمولة بالتقرير قدموا من النيجر، تلتها مصر بنسبة 32%، ثم تشاد بنسبة 11%، بينما جاءت تونس والجزائر بـ 3% لكل منهما، ما يؤكد استمرار الاعتماد على طرق الهجرة من الجنوب والشرق.
كما وثق التقرير عودة ارتفاع أعداد الوافدين من السودان نحو جنوب ليبيا بعد تباطؤ خلال الربع الثاني بسبب إغلاق نقطة العوينات الحدودية، مع لجوء المهاجرين لمسارات بديلة أكثر خطورة.
وأبرز التقرير أن نحو 84% من المهاجرين تقل أعمارهم عن 30 عاما، وأن معظمهم من الذكور غير المتزوجين، بينما لم تتجاوز نسبة النساء اللواتي شملهن الرصد 1% وغالبا وصلن عبر الأراضي السودانية.
وبحسب إفادات مهاجرين استطلعت المنظمة آراءهم، فإن الوصول إلى ليبيا اعتمد بشكل أساسي على وسطاء يتولون تنظيم العبور وتأمين الرحلات عبر الصحراء وإلى السواحل في حال محاولة التوجه نحو أوروبا بحرا.
وعلى الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية ووقوع حالات احتجاز قسري، استمرت التدفقات عبر طرق صحراوية بعيدة عن نقاط التمركز الأمني، ما أدى إلى ارتفاع كلفة الرحلة وتعاظم المخاطر على المهاجرين.
كما وثق التقرير زيادة في حركة المهاجرين عبر الحدود الجزائرية خلال الربع الثالث، رغم حملات التمشيط الأمنية المتكررة. وينحدر غالبية مستخدمي هذا المسار من النيجر ومالي، وغالبًا ما استخدموا منطقتي نالوت وغات كنقاط عبور استراتيجية نحو الشمال والغرب.