وأشارت الإذاعة في تقرير لها إلى وجود وتيرة متسارعة من التقارب بين تركيا ومعسكر الرجمة منذ مطلع العام، انعكست في الزيارات المتبادلة وكثافة اللقاءات رفيعة المستوى.
وترى أن أنقرة تعمل على إعادة توازن علاقاتها داخل ليبيا، بموازاة استمرار ارتباطها التقليدي بغرب البلاد، لتأمين شبكة نفوذ أكثر اتساعًا تحفظ مصالحها الاستراتيجية.
وتوضح الإذاعة أن تركيا تدرك أهمية التعامل مع الطرف الأقوى عسكريا في شرق ليبيا، ما دفعها إلى تعزيز قنوات الاتصال مع القيادة العامة من دون التخلي عن غرب ليبيا.
وتعتبر هذه المرحلة “بداية عهد جديد من التعاون” يهدف إلى إعادة صياغة خريطة النفوذ التركي في ليبيا والمتوسط ووسط إفريقيا، لاسيما أن ليبيا شكلت تاريخيًا معبرًا رئيسيًا نحو العمق الإفريقي.
وبحسب بيان صادر عن القيادة العامة، بحث صدام حفتر في أنقرة ملفات الاستقرار والتعاون الأمني والعسكري، في ظل تحديات متزايدة في المنطقة.
فيما نقلت الإذاعة الفرنسية توقعاتها بأن ينعكس هذا التقارب اقتصاديًا على الجانبين، إذ تسعى أنقرة إلى تحويل ميناء بنغازي إلى مركز لوجستي يسهّل حركة صادراتها نحو الأسواق الأفريقية.
كما لفتت إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت توسعا في الاتفاقات الاقتصادية بين شرق ليبيا وأنقرة، بالتوازي مع استمرار اهتمام تركيا باحتياطات الغاز شرق المتوسط.
وتضيف أن أنقرة تطمح لأن تصبح الفاعل الاستثماري الأكبر في هذا القطاع الحيوي، وهو توجه لم يعد يلقى معارضة من معسكر الشرق ما دام مبنيًا على “مصالح متبادلة”.