وجاء هذا الاعتداء بعد أشهر فقط من قيام جماعات سلفية بنبش القبور في الموقع نفسه ونقل رفات الولي الصوفي إلى مكان مجهول.
أدانت بلدية زليتن الحادث بشدة، ووصفته في بيان رسمي بأنه “محاولة آثمة لزعزعة الأمن وإثارة الفتنة”، مؤكدة أن هذه الأفعال لا تعبر عن قيم المدينة المعروفة تاريخياً بتسامحها الديني وارتباطها بالتصوف.
كما طالبت بتسريع التحقيقات الأمنية وملاحقة الجناة لضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تهدد السلم الاجتماعي.
يذكر أن ضريح “سيدي زلي” كان قد تعرض سابقاً لاعتداءات متكررة، أبرزها قصف جوي خلال أحداث 2011، مما يجعله رمزاً للصراع بين التيارات الدينية المتنافسة في ليبيا.
ويحذر مراقبون من أن هذا التفجير قد يكون مؤشراً على عودة نشاط الجماعات التكفيرية، خاصة في ظل الانقسام السياسي المستمر وضعف الأجهزة الأمنية في طرابلس.
وتأتي الحادثة في سياق تصاعد التوترات الطائفية بالمنطقة، حيث تشهد ليبيا منذ سنوات صراعاً خفياً بين التيارات الصوفية والتيارات السلفية، وسط مخاوف من تحول هذا الصراع إلى مواجهات عنيفة.
كما يثير التفجير تساؤلات حول قدرة السلطات في طرابلس على حماية المقدسات الدينية في ظل الأزمة السياسية والأمنية المستمرة.
في الوقت نفسه، يحذر خبراء من أن استمرار مثل هذه الاعتداءات قد يفتح الباب أمام موجة جديدة من العنف الطائفي، خاصة مع تنامي الخطابات المتشددة وتوفر البيئة الخصبة لتصاعد التطرف.