وتعمل فرق الأهالي المحلية على مدار الساعة لمحاولة احتواء النيران باستخدام وسائل بدائية، في ظل غياب أي دعم رسمي من السلطات.
أطلق صالح سوسم، رئيس المجلس المحلي للشباب بالعوينات، نداء استغاثة عاجلاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، يحذر فيه من تحول الأزمة إلى كارثة إنسانية حقيقية بعد وصول النيران إلى أطراف الأحياء السكنية.
وأكد سوسم أن جهود الإطفاء الحالية تعتمد بالكامل على طاقات الأهالي الذاتية ومعداتهم البدائية، في ظل موجة حر قياسية وظروف جوية صعبة تزيد من انتشار النيران.
وتعالت أصوات الغضب بين سكان المنطقة تجاه تقاعس الحكومة المركزية والحكومات المحلية في غرب وشرق ليبيا عن تقديم الدعم اللازم، رغم مرور عدة أيام على اندلاع الحرائق.
وأعرب السكان عن شعورهم بالتخلي، خاصة بعد تضرر البنية التحتية الكهربائية وعدد من المحال التجارية القريبة من بؤر النيران.
وتشير التقديرات الأولية إلى خسائر فادحة في القطاع الزراعي، حيث أتت النيران على مساحات كبيرة من واحات النخيل والعنب التي تشكل مصدر الرزق الرئيسي لأهالي المنطقة، بالإضافة إلى نفوق عدد من رؤوس الماشية.
وتنذر الأزمة بآثار اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد على هذه المنطقة الزراعية الحيوية.
وتداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد مؤلمة تظهر سكان البلدة وهم يحاولون إطفاء النيران باستخدام دلاء بلاستيكية وعلب مياه، بينما يسارع آخرون لإخلاء منازلهم خوفاً من امتداد النيران.
وتزداد صعوبة عمليات الإطفاء مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وتأثير الرياح على انتشار الحرائق.
تدعو الأصوات المحلية والمنظمات المدنية إلى تدخل عاجل من السلطات المختصة لإرسال فرق إطفاء متخصصة ومعدات حديثة، وإنقاذ ما تبقى من الممتلكات والأراضي الزراعية التي تشكل ركيزة الاقتصاد المحلي لهذه المنطقة الجنوبية.