Post image

انطلاق سفينة “عمر المختار” الليبية في مهمة إنسانية نحو غزة

انطلقت مساء اليوم الخميس سفينة “عمر المختار” من كورنيش طرابلس في مهمة إنسانية لتلتحق بأسطول الصمود العالمي المتجه نحو قطاع غزة، وذلك في توقيت يحمل دلالة رمزية حيث يصادف ذكرى استشهاد البطل الليبي عمر المختار في 16 سبتمبر 1931.

واختير يوم انطلاق السفينة ليرمز إلى نضال الشعب الليبي ضد الاستعمار، حيث تجمع المئات من أهالي طرابلس لوداع السفينة التي رفعت الأعلام الليبية والفلسطينية جنباً إلى جنب، مع هتافات وزغاريد تؤكد على عمق الروابط الإنسانية بين الشعبين.

وتحمل السفينة على متنها 20 مشاركاً من أطباء وصحفيين ونشطاء من ليبيا ودول غربية، بينهم الناشطة الأسكتلندية مارتينيا (69 عاماً) التي قطعت رحلة طويلة من غلاسكو للمشاركة في المهمة، والناشطة المصرية الكندية رباب مصطفى التي انضمت من تونس.

وسبق انطلاق السفينة تأخير استمر أسبوعاً بسبب تعقيدات لوجستية وهجمات استهدفت سفناً في تونس، وفقاً للمنظمين. وقد تضمنت التحضيرات شهراً كاملاً من جمع التبرعات والصيانة والتجهيزات الأمنية، بالتعاون مع هيئة السلامة الوطنية والهلال الأحمر الليبي.

وأكد المتحدث باسم السفينة نبيل السوكني أن “الرسالة واضحة وسلمية، وهدفنا إنساني بحت”، مشيراً إلى أن السفينة تحمل مساعدات طبية وإغاثية لأهالي غزة، وأضاف أن “التحرك من طرابلس ليس مجرد رحلة، بل واجب أخلاقي تجاه شعب يتعرض لإبادة جماعية”.

وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من المحاولات الدولية لكسر الحصار عن غزة، بعد محاولات سابقة مثل قافلة الصمود المغاربية البرية (يونيو 2025) وسفينة مادلين الإيطالية التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية.

ويأتي هذا التحرك في ظل استمرار الحصار على غزة منذ 18 عاماً، حيث يعاني أكثر من 2.2 مليون فلسطيني من ظروف إنسانية صعبة، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، واعتماد 80% من السكان على المساعدات الخارجية، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.

ويعكس هذا التحرك استمرار التقليد النضالي الليبي في دعم القضية الفلسطينية، حيث يجمع بين رمزية عمر المختار والتضامن الإنساني المعاصر، في ظل تحديات كبيرة ومخاطر محتملة تواجهها السفينة خلال رحلتها نحو المياه الإقليمية.