هذه الخطوة تأتي ضمن مساعي البلدين لتعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط والنزاع حول ترسيم الحدود البحرية.
وشرع عناصر من خفر السواحل في شرق ليبيا في تلقي تدريبات متقدمة تشمل عمليات الدوريات البحرية وتقنيات البحث والإنقاذ، مع توقعات بمشاركة زملائهم من غرب ليبيا قريباً.
هذا البرنامج التدريبي المشترك يمثل محوراً أساسياً في الجهود الرامية لبناء قدرات القوات الليبية وتعزيز التنسيق الأمني بين البلدين.
وشهدت العلاقات بين أثينا وطرابلس توتراً ملحوظاً منذ توقيع ليبيا لاتفاقية الحدود البحرية المثيرة للجدل مع تركيا عام 2019، والتي اعتبرتها اليونان انتهاكاً للقانون الدولي.
كما أدت تصريحات يونانية حديثة حول تطوير الموارد الهيدروكربونية قبالة كريت إلى تجدد الخلافات، في وقت تواصل فيه أثينا تشديد إجراءاتها لمواجهة تدفق المهاجرين القادمين من السواحل الليبية.
وإلى جانب التعاون الأمني، تبذل اليونان جهوداً دبلوماسية مكثفة حيث دعت مؤخراً الحكومة الليبية في طرابلس لبدء مفاوضات حول ترسيم المناطق الاقتصادية الخالصة.
ومن المتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة جولات تفاوضية بين البلدين، مع تأكيد يوناني على الاستمرار في الحوار مع كافة الأطراف الليبية رغم الانقسام السياسي المستمر منذ أكثر من عقد.
وتواجه هذه المساعي تحديات جسيمة، أبرزها الانقسام الداخلي الليبي والموقف التركي من قضايا شرق المتوسط، بالإضافة إلى تصاعد موجات الهجرة غير النظامية.
ومع ذلك، فإن التعاون التدريبي الجديد يبعث رسالة إيجابية عن إمكانية تجاوز الخلافات التاريخية لتحقيق استقرار إقليمي يعود بالنفع على جميع الأطراف.
يأتي هذا التطور في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول مشتركة لأزمات المنطقة، حيث تسعى اليونان وليبيا معاً لتحويل صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية، مع الحفاظ على مصالح كل منهما في بحر متوسط يشهد تنافساً جيوسياسياً محموماً.