وخلال زيارة ميدانية إلى مدينة سبها، وضع نائب القائد العام للقوات المسلحة، صدام حفتر، حجر الأساس لمجموعة من المشاريع الخدمية والعسكرية الجديدة، مؤكّدا التزام المؤسسة العسكرية بدعم جهود التنمية وتحسين الخدمات العامة، بالتوازي مع تعزيز الأمن في الجنوب.
وأوضح صدام حفتر أن “المرحلة المقبلة ستشهد تكاملا بين البناء والتنمية والأمن”، مشيرا إلى أن الجيش لن يكتفي بحماية الحدود فحسب، بل سيسهم في تهيئة بيئة مستقرة تسمح بعودة المؤسسات والإدارة المدنية.
ويرى المحلل السياسي كامل المرعاش أن التحركات الأخيرة تأتي امتدادا لسيطرة القوات المسلحة على الجنوب منذ عام 2019، عندما شنت حملة عسكرية “لتطهير الإقليم من فلول الجماعات الإرهابية والمرتزقة القادمين من النيجر وتشاد والجزائر”.
وأشار المرعاش إلى أن “عودة المؤسسات الحكومية كالشرطة والمحاكم والبلديات إلى العمل، تمثل خطوة أساسية نحو استعادة الحياة المدنية الطبيعة”.
وأضاف أن التحركات الحالية لنائب القائد العام تندرج في سياق تعزيز القدرات الدفاعية للجنوب الليبي، الذي لا يزال عرضة لخروقات أمنية متفرقة مصدرها دول الجوار المضطربة.
ومن جهته، أوضح المحلل السياسي محمد صالح العبيدي أن “الجنوب الليبي يعاني من إرث طويل من التهميش السياسي والاقتصادي، وهو اليوم بحاجة إلى مشاريع تنموية حقيقية تُعيد الثقة بين السكان والدولة”.
ولفت العبيدي إلى أن هذه الخطوات “تندرج ضمن رؤية 2030 التي أعلنها خليفة حفتر مؤخرا، وتهدف إلى تحقيق التنمية المؤجلة في الجنوب، وتحويل المنطقة من هامش أمني إلى محور اقتصادي واستراتيجي في المشهد الليبي”.