Post image

العرض المسرحي الليبي “إلى أين؟” يثير التأمل في أزمة الهجرة العربية بمهرجان عمّان

في أمسية ثقافية مؤثرة، قدّمت الفرقة الليبية عرضها المسرحي المونودرامي “إلى أين؟” على خشبة مسرح مركز الحسين الثقافي بعمّان، ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان المونودراما العربي الذي يقام في إطار مهرجان جرش للثقافة والفنون 2025.

وتمكن العمل المسرحي، الذي اقتبسه المخرج الليبي عوض الفيتوري عن نص “حقائب سوداء” للكاتب العراقي علي العبادي، من تحويل قضية الهجرة إلى سؤال وجودي يخترق وجدان المشاهد.

وعبر أداء مكثف للفنان حسين العبيدي، الذي جسد شخصية مسافر يحمل حقائب ترمز إلى ماضٍ ثقيل وآمال معلقة، استطاع العرض أن يلامس مأساة الملايين من العرب الذين اضطروا لمغادرة أوطانهم بسبب الحروب والاحتلال والظروف المعيشية الصعبة.

وتميز العرض بإتقان استخدام العناصر المسرحية، حيث مزج المخرج بين الإضاءة المعبرة والموسيقى التصويرية للفنان أنس العريبي، لخلق عالم مسرحي مكثف يعكس القلق الوجودي للإنسان العربي.

تحولت خشبة المسرح إلى فضاء يتردد فيه صدى أسئلة الهوية والانتماء، بينما تتناثر على الأرض حقائب ترمز إلى الذكريات والجراح والأحلام المعلقة.

وحظي العرض بحضور لافت ضم ممثلاً عن السفارة الليبية في الأردن وجمهوراً غفيراً من عشاق المسرح، حيث أشاد النقاد بقدرة العمل على تحويل القضية الفردية إلى سؤال جماعي.

عبر المشاهدون عن تأثرهم بالعرض الذي نجح في تجسيد المعاناة الإنسانية للاجئين والمهاجرين العرب بطريقة فنية عميقة.

ويأتي هذا العرض ضمن سلسلة عروض تقدمها فرق من مختلف الدول العربية في مهرجان المونودراما، الذي أصبح منصة مهمة للتعبير عن هموم المجتمعات العربية عبر لغة المسرح المكثفة.

ويستمر المهرجان في تقديم عروضه حتى نهاية الأسبوع الجاري، حيث من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة عروضاً أخرى تعالج قضايا إنسانية واجتماعية مختلفة من منظور فني متميز.

يذكر أن هذا العمل يمثل إضافة نوعية للمسرح الليبي الذي يعود بقوة إلى الساحة الفنية العربية بعد سنوات من الغياب، مؤكداً قدرة الفن على تجاوز الحدود والتعبير عن هموم الإنسان العربي في أي مكان.