وأعلنت شعبة الإعلام الحربي أن العملية، التي تقودها الكتيبة 676 مشاة بالتنسيق مع غرفة عمليات الجنوب، نجحت في السيطرة على مواقع استراتيجية كانت تستخدم كمخابئ للمسلحين ومراكز لوجستية، وأسفرت عن مقتل عدد من عناصر المعارضة وتدمير آليات ثقيلة، إضافة إلى ضبط مراكز اتصالات ومواقع يُشتبه في استخدامها لتعدين الذهب بشكل غير شرعي.
وأكدت القيادة العامة للجيش أن العملية تنفذ وفق تعليمات القائد العام المشير خليفة حفتر، وتهدف إلى قطع خطوط إمداد الجماعات المسلحة التي تنشط في تلك المنطقة منذ أعوام، مستفيدة من هشاشة السيطرة على الحدود وانعدام التنسيق الأمني الإقليمي.
وأسفرت العملية عن مقتل جنديين ليبيين، وفق ما أعلنه رئيس أركان القوات البرية في بيان رسمي نعى فيه القتلى، مشددًا على أن القوات ستواصل تنفيذ مهامها حتى “تطهير كامل المنطقة من أي تهديد”.
وفي المقابل، نفت المعارضة التشادية أي تورط مباشر في الاشتباكات، حيث أعلن محمد جاكو القيادي في “جبهة الوفاق من أجل التغيير” أن قواتهم “لا تنشط داخل ليبيا”، معتبرًا أن الاشتباك الأخير “عمل فردي لا يمثل الجبهة سياسيًا أو عسكريا”.
ورغم النفي، يرى مراقبون أن تشابك الساحة الليبية مع تحركات معارضات إقليمية هو أحد أخطر ملامح فوضى الجنوب، حيث تتقاطع مصالح التهريب مع الأجندات السياسية والفصائل العابرة للحدود، ما يجعل السيطرة الأمنية على الصحراء الليبية مرهونة بقدرة الدولة على فرض حضور دائم، وهو ما لا يزال بعيد المنال في ظل الانقسام الداخلي وتعدد مراكز النفوذ العسكري.
ويقدّر تقرير أممي صادر عام 2023 أن المنطقة الحدودية بين ليبيا وتشاد من بين أخطر الممرات غير الشرعية في شمال إفريقيا، حيث تمر عبرها سنويا أكثر من 30 ألف عملية تهريب تتضمن أسلحة ومهاجرين وذهبا غير مشروع، وتستخدم جبال تيبستي كمخبأ تقليدي لعشرات الفصائل المسلحة، بما فيها معارضات تشادية وسودانية منذ سقوط نظام القذافي.