Post image

الاشتباكات تتجدد في الغرب الليبي

تجددت المخاوف من عودة الفوضى الأمنية في غرب ليبيا بعد اندلاع اشتباكات مسلحة محدودة بمدينة العجيلات، وتضارب الأنباء حول اختطاف مسؤول حكومي بارز بمدينة الخمس، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها.

وقالت مصادر محلية إن قوة دعم المديريات التابعة لوزارة الداخلية نفذت مساء أمس السبت عملية أمنية لاعتقال أحد المطلوبين بمدينة العجيلات، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في شارع الحمام السياحي بين عناصر القوة ومجموعات مسلحة محلية.

ووفق شهود عيان، شهدت المدينة تبادلا لإطلاق النار بأسلحة متوسطة وانفجارات ناجمة عن قذائف، وسط حالة من الهلع بين السكان. كما تعرض مقر جهاز دعم المديريات لهجوم بقاذف «آر بي جي»، مما أدى إلى أضرار مادية دون تسجيل خسائر بشرية مؤكدة حتى الآن.

وفي تطور مواز، خرج طلاب مدرسة الطليعة بمدينة الزاوية في وقفة احتجاجية اليوم الأحد، تنديدا بمقتل أحد زملائهم إثر سقوط قذيفة عشوائية على أحد أحياء المدينة.

وطالب المحتجون النائب العام بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين، مؤكدين رفضهم استمرار الانقسام والعنف الذي يدفع ثمنه المدنيون والأطفال.

وفي حادث منفصل، أثار اختفاء مدير مركز طب الطوارئ والدعم الدكتور طارق الهمشري و4 من مرافقيه أثناء مرورهم على طريق الخمس شرق العاصمة، حالة من الجدل.

وأكد المتحدث باسم المركز مالك مرسيط وقوع عملية اختطاف نفذتها مجموعة مسلحة، نفى المركز لاحقًا صحة الخبر، موضحًا أن المدير كان في جولة ميدانية بمناطق نائية خارج نطاق التغطية، مما أدى إلى انقطاع الاتصال به مؤقتا.

ومن جهته، أعلن المجلس الاجتماعي لمنطقة سوق الجمعة والنواحي الأربعة في طرابلس دخوله في حالة انعقاد دائم للمطالبة بالإفراج عن الهمشري، ملوحا باتخاذ إجراءات حاسمة ضد من يحاول المساس بأمن المواطنين في العاصمة، قبل أن يؤكد لاحقًا الإفراج عنه ومرافقيه.

ويرى مراقبون أن تضارب البيانات الرسمية حول الحوادث الأخيرة يعكس ارتباكًا أمنيًا وإعلاميًا متزايدًا في الغرب الليبي، وسط تصاعد الاشتباكات وحوادث الخطف بين فصائل مسلحة تُنسب ظاهريًا لوزارتي الداخلية والدفاع، لكنها تعمل في الواقع بشكل منفصل عن القيادة المركزية.