وقد حظي اللقاء باهتمام خاص نظراً لتوقيته الحساس، حيث تشهد العاصمة الليبية توترات متصاعدة تهدد بزعزعة الاستقرار الهش في البلاد.
وخلال الاجتماع الذي عقد بمقر البعثة الأممية، توصل الطرفان إلى توافق في الرؤى حول ضرورة التزام جميع الأطراف الليبية بالهدوء وضبط النفس.
كما شددت تيتيه على أهمية انخراط الفاعلين المحليين بشكل إيجابي في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة، معتبرة أن أي تراخٍ في هذا الصدد قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية، خاصة في العاصمة طرابلس حيث تتصاعد المؤشرات المقلقة.
واستعرض الجانبان نتائج اجتماع لجنة المتابعة الدولية الذي عقد في برلين الشهر الماضي، مؤكدين على ضرورة تنفيذ التوصيات التي خرج بها المنتدى الدولي.
ومن أبرز هذه التوصيات الخطة المزمعة لعقد جلسة عمل بين الرؤساء الليبيين في طرابلس، والتي تأمل الأمم المتحدة أن تشكل خطوة مهمة نحو تجسير الفجوات بين الأطراف المتصارعة.
وكانت تيتيه قد وجهت سابقاً تحذيرات صارخة من تداعيات أي تأخر في معالجة جذور الأزمات الليبية.
وفي تصريحات سابقة، نبهت إلى أن عدم اتخاذ إجراءات وقائية فورية لاحتواء التوترات قد يؤدي إلى انفجار الوضع الأمني، مما سيهدد ليس فقط استقرار العاصمة، بل سيضعف أيضاً سيادة الدولة الليبية وهيبتها.
يأتي هذا الاجتماع في إطار سلسلة من المشاورات الدولية المكثفة التي تجريها البعثة الأممية مع الشركاء الدوليين الرئيسيين.
وتكتسي هذه المشاورات أهمية خاصة في ظل التطورات الميدانية المتسارعة والتحولات السياسية التي تشهدها ليبيا، حيث تسعى الأمم المتحدة إلى الحفاظ على زخم العملية السياسية ومنع أي انزلاق نحو العنف.
ومع اقتراب مغادرة السفير مهراج، يبرز سؤال مهم حول استمرارية التنسيق الفرنسي-الأممي في الملف الليبي.
غير أن تأكيد الطرفين خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على آلية المتابعة الدولية يعطي مؤشرات إيجابية على استمرار هذا التعاون الاستراتيجي، خاصة في ظل الحاجة الملحة لموقف دولي موحد يدعم الحلول السياسية للأزمة الليبية.