Post image

اكتشاف أثري غامض في شحات

أعلن فريق من الباحثين في مراقبة الآثار بمدينة شحات، عن اكتشاف أثري فريد داخل مدينة قورينا القديمة، إحدى أبرز المدن التاريخية الليبية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وذلك بعد العثور على دهاليز شبه دائرية تقع أسفل سطح الأرض في موقع لم يُكتشف من قبل.

وأوضح مدير المراقبة المكلف، أنيس حامد بوعجايب، في تصريح لوكالة “رويترز”، أن الاكتشاف تم الأسبوع الماضي بعد بلاغ من أحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة عمر المختار، لاحظ وجود فجوة صغيرة في الأرض أدّت إلى مساحة مفتوحة غير معروفة داخل نطاق السياج الأثري لمدينة شحات.

وأشار بوعجايب إلى أن المساحة المكتشفة تبلغ نحو 10 أمتار مربعة، وتضم دهاليز دائرية الشكل تتصل ببعضها بطريقة معمارية غامضة، في تصميم غير مألوف ضمن المواقع الأثرية المعروفة في المنطقة.

وأضاف أن أعمال الفحص الأولية كشفت عن قاعدتين لتمثالين عليهما قدمين مرتديتين صنادل يونانية الطراز، إلى جانب قطع فخارية وعدد من الجرار القديمة، ما يرجح أن الموقع يعود إلى الفترة الهلنستية أو الرومانية المبكرة.

وأكد بوعجايب أن المراقبة تعتزم تشكيل فريق أثري متخصص لمتابعة عمليات الحفر والتوثيق العلمي، لتحديد طبيعة الموقع بدقة وأهميته التاريخية. وأضاف أن الاكتشاف الجديد “قد يغيّر فهمنا لطبيعة العمران في قورينا القديمة، ويفتح الباب أمام اكتشافات أخرى في المنطقة ذاتها”.

ونشرت مراقبة آثار شحات صورا للموقع على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، أظهرت فريق الباحثين أثناء عملية الترميم الأولية داخل الموقع المكتشف، في وقت تواصل فيه الجهات المختصة دراسة الوظيفة الأصلية للبناء وما إذا كان خزانًا، أو مقبرة، أو مخبأ أثريا لم يعرف بعد.

تعرف مدينة شحات الحالية باسم قورينا أو سيريني في العصور القديمة، وكانت إحدى أهم المستعمرات اليونانية في شمال أفريقيا، تأسست في القرن السابع قبل الميلاد، قبل أن تتحول إلى مدينة رومانية مزدهرة لاحقا.

وتقع قورينا على سفوح الجبل الأخضر، بعيدًا عن الساحل المتوسطي، وكانت عبر قرون مركزًا للحضارة والتجارة والثقافة بين أوروبا وشمال إفريقيا، وتشهد آثارها المنتشرة على ثراء حضاري استثنائي يربط بين الحقبتين اليونانية والرومانية.