وبحسب إفادات شهود عيان ومصادر محلية، وقع الاعتداء خلال ساعات متأخرة مساء أمس السبت، وشمل إلحاق أضرار داخل الزاوية، من بينها إحراق مصاحف وكتب فقه وذكر، إلى جانب العبث بالقبر ونقل الرفات، دون معرفة الجهة التي تقف وراء الحادث.
وأوضحت المصادر أن عددا من أهالي المدينة توافدوا إلى الزاوية فور انتشار الخبر، بالتزامن مع حضور الجهات المختصة التي شرعت في التحقيق، وسط أجواء من الغضب والاستياء الشعبي لما تمثله الزاوية من قيمة دينية واجتماعية في المنطقة.
واعتبرت شخصيات محلية أن ما جرى يمثل عملا متطرفا يهدف إلى إثارة الفتنة وزعزعة السلم الاجتماعي، مؤكدين أن مثل هذه الأفعال لا تمت بصلة لتعاليم الدين الإسلامي.
وأشاروا إلى أن الزاوية العروسية تعد من المعالم الدينية المعروفة في طبرق، واشتهرت تاريخيا بحلقات الذكر، واستقبال الضيوف وعابري السبيل، إلى جانب نشاطها في التعليم الديني والفقهي.
ولم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية توضح ملابسات الاعتداء أو الجهات المسؤولة عنه، أكدت المصادر أن التحقيقات ما تزال جارية لكشف تفاصيل الحادث وتحديد المتورطين.
ويأتي هذا الاعتداء في سياق حوادث مشابهة شهدتها مناطق عدة في شرق ليبيا خلال السنوات الماضية، استهدفت أضرحة ومواقع دينية صوفية، وسط غياب نتائج معلنة للتحقيقات في تلك الوقائع التي نُسبت في معظمها إلى جهات مجهولة.
والشيخ امحمد محمد محمد الكندي، المعروف بلقب حلولو، هو شخصية اجتماعية ودينية ليبية من مدينة زليتن، وُلد عام 1917 وينتمي إلى قبيلة الأشراف الفواتير، اشتهر بين أبناء منطقته بسيرته الحسنة ومكانته الاجتماعية الرفيعة، كان له حضور واضح في العمل الاجتماعي والعطاء المجتمعي.
والزاوية العروسية في طبرق هي زاوية صوفية إسلامية تقليدية مرتبطة بتراث التصوف ومؤسسة دينية واجتماعية محلية تقوم بأنشطة روحية ودينية، وغالبا ترتبط باسم الشيخ سيدي حلولو الذي تنسب إليه وتعرف باسمه داخل المجتمع الطبرقي.