وأكد مصدر أمني أن المواجهات اندلعت إثر خلاف بين فصيلين محليين على خلفية أنشطة مرتبطة بـ تهريب الوقود والبشر، وهي ظاهرة متكررة في المدينة الساحلية التي تعد من أبرز نقاط العبور غير الشرعية نحو أوروبا.
وأوضح المصدر أن “قوات 52” التابعة للمجلس الرئاسي تدخلت لمحاولة فض الاشتباك، إلا أن عناصرها تعرضت لهجوم، ما أسفر عن مقتل أحد أفرادها ووقوع عدد من الجرحى، مؤكدا أن الاشتباكات دارت وسط أحياء سكنية مكتظة بالمدنيين، ما زاد من حدة المخاطر على السكان.
وأشار إلى أن السلطات الأمنية تتابع الوضع عن كثب وتسعى لاحتواء التصعيد، في وقتٍ لا تزال أصوات الأسلحة تُسمع بشكل متقطع في بعض ضواحي المدينة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تحذيرات محلية ودولية من هشاشة الوضع الأمني في الغرب الليبي، وسط تقارير تشير إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020 مهدد بالانهيار نتيجة ضعف التفاهمات بين المجموعات المسلحة في الزاوية ومصراتة وزليتن.
وتزامنت المواجهات مع صمت رسمي من السلطات في طرابلس، بينما يسود ترقب لمآلات خطة المبعوثة الأممية إلى ليبيا، هنا تيتيه، التي طرحت مؤخرا أمام مجلس الأمن مقترحات لإعادة توحيد المؤسسات الأمنية والعسكرية تمهيدًا لإجراء الانتخابات.
وكانت مجلة “شمال إفريقيا” حذرت في تقرير حديث من خطر عودة الصراع المسلح، مشيرة إلى أن البلاد بحاجة إلى إصلاحات هيكلية عميقة تشمل حوكمة مالية فعالة وإصلاح قطاع الأمن باعتبارهما شرطين أساسيين لإقامة انتخابات حرة وموثوقة.
ويخشى مراقبون أن يؤدي تكرار الاشتباكات في الزاوية إلى تفجير الوضع الأمني في الغرب الليبي بأكمله، خصوصا أن المدينة تمثل نقطة استراتيجية حساسة على الطريق الساحلي الرابط بين طرابلس والحدود التونسية، وتضم شبكات تهريب ومجموعات مسلحة متنافسة على النفوذ والموارد.