وتشمل الانتخابات بلديات تمتد من أوباري والشاطئ إلى غات والكفرة والجفرة وخليج السدرة، وهي مناطق تقع بمعظمها ضمن نطاق سيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ويجري هذا الاقتراع بعد تأجيل دام أكثر من شهرين بسبب خلافات فنية وسياسية عطّلت انطلاق المرحلة الثالثة من العملية الانتخابية.
وأكد عضو المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، أبوبكر مردة، أن المفوضية استكملت كافة الإجراءات التنظيمية والفنية اللازمة لإجراء التصويت في موعده، معربا عن تفاؤله بنجاح هذه الجولة بعد زيارات ميدانية لعدد من البلديات في الجنوب والشرق.
ورفعت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، منسوب الجاهزية الأمنية، معلنة تنفيذ خطة شاملة لتأمين العملية الانتخابية في جميع المدن المعنية، فيما أشارت تقارير محلية إلى تعاون لافت بين الأجهزة الأمنية في الشرق والغرب لنقل المواد الانتخابية إلى سرت، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرا على تنسيق ميداني نادر بين الطرفين.
وتُجرى المرحلة الحالية على مدى يومين، حيث تنطلق غدا في مدن الجنوب، على أن تُستكمل الاثنين المقبل في عدد من البلديات الشرقية من بينها بنغازي وسرت وطبرق والأبيار وسلوق.
ويرى الباحث السياسي محمد مطيريد أن هذه الانتخابات تمثل “اختبارا لمدى جدية السلطات في إنجاز استحقاق انتخابي في بيئة منقسمة”، مشيرا إلى أن الحديث الرسمي عن “الجاهزية والثقة” بعد أشهر من التأجيل “يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الظروف الميدانية قد تغيرت فعلا أم أن التحول جاء نتيجة ضغوط سياسية”.
ومن جانبها، رحبت الأمم المتحدة باستئناف العملية، معتبرة إياها “خطوة مهمة نحو ترسيخ الحكم المحلي وتعزيز المشاركة الشعبية”، بعد أن كانت مبعوثتها الخاصة هانا تيتيه قد أعربت مرارا عن قلقها من تعطيل الانتخابات في الشرق والجنوب.
ويؤكد الناشط السياسي عمر سعيدة أن العملية الانتخابية “تبدو أكثر تنظيمًا من سابقاتها”، لكنه حذر من “تأثير التدخلات القبلية والسياسية، خصوصا في البلديات ذات الثقل الاجتماعي والاقتصادي الكبير”، معتبرا أن الطابع المحلي لهذه الانتخابات يسهم في إنجاحها بعيدا عن الاستقطاب الوطني الواسع.
وكانت المرحلتان السابقتان من الانتخابات المحلية شهدتا مشاركة تجاوزت 70 في المائة في بعض البلديات، وأسفرت عن فوز واسع للمستقلين وتشكيل مجالس جديدة في أغلب المدن. وتُعدّ هذه الجولة بمثابة تمرين انتخابي قبيل الاستحقاقات التشريعية والرئاسية المنتظرة، التي لا تزال رهينة للتجاذبات بين الشرق والغرب.