وتحولت لحظة الافتتاح إلى احتفالية كبرى تجسدت فيها ذكريات عطاء أجيال من الرياضيين. حيث استعاد النجم الكروي خالد حسين “كمونة” ذكريات أول مباراة له على أرضية الملعب عام 1997، معتبراً أن “من لم يخض تجربة اللعب في هذا الصرح لم يعرف حقيقة متعة كرة القدم”.
بينما عبّر بطل رفع الأثقال أسامة علي عن مشاعره قائلاً: “هذه المدرجات شهدت طفولتي وأفراح مدينتي، إنه رمز لصمود بنغازي”.
وجاءت عملية إعادة التأهيل ضمن خطة شاملة يقودها صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، حيث تم تحديث المرافق بالكامل لترتفع الطاقة الاستيعابية إلى 42 ألف متفرج، مع تزويده بأحدث التجهيزات التي تلبي المعايير الدولية.
وقد حصل الملعب على اعتماد رسمي من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، ليكون أول منشأة رياضية معتمدة في شرق ليبيا منذ 2011.
ويرى المراقبون أن عودة الحياة للملعب تحمل أبعاداً تتجاوز المجال الرياضي، فكما يوضح الصحفي الرياضي صلاح نجم، “سيخلق هذا الصرح فرص عمل جديدة ويسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية”، مضيفاً أن “الرياضة تشكل وسيلة ناجحة لتحويل طاقات الشباب نحو مسارات إيجابية”.
وعبر المشجع محمد الفارسي عن مشاعر الآلاف بقوله: “عدنا لنسمع هتافات المدرجات بعد صمت طويل، كأن الحياة تعود من جديد”، بينما اختتم النجم “كمونة” حديثه برسالة أمل: “هذا الإنجاز يثبت أننا قادرون على البناء مجدداً، وأن الرياضة ستظل جسراً يعيد توحيدنا”.
يأتي هذا الافتتاح تتويجاً لجهود كبيرة تهدف إلى إعادة ليبيا إلى خريطة الرياضة الدولية، في وقت تتطلع فيه الأوساط الرياضية إلى استضافة فعاليات قارية ودولية تعيد إشعاع البلاد في المحافل العالمية.