وبحسب ما أورده موقع Sport News Africa المختص بشؤون الكرة الإفريقية، فإن سيسيه (49 عاماً)، بطل كأس أمم إفريقيا 2021 مع منتخب بلاده السنغال، لم يتقاضَ أي راتب منذ توقيع عقده مع الاتحاد الليبي لكرة القدم، رغم التعهدات السابقة التي قدمها رئيس الاتحاد، عبد المولى المغربي، بضمان صرف الرواتب في مواعيدها وتمكين الجهاز الفني من ظروف عمل مستقرة ومهنية.
وأكد الموقع أن سيسيه، برفقة مساعده يوسف دابو (45 عاماً)، يُدرسان بشكل جدي خيار الاستقالة في حال لم تتم تسوية مستحقاتهما المالية خلال المهلة المحددة، والتي منحاها لاتحاد الكرة الليبي وتمتد لأسبوع واحد فقط، قبل اتخاذ القرار النهائي.
وأوضح المصدر ذاته أن سيسيه، في حال عدم تسوية مستحقاته، يعتزم تقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للمطالبة بكامل رواتبه، وفقاً لما ينص عليه عقده الذي يمتد لسنتين، مقابل راتب شهري يُقدّر بـ76 ألف يورو.
وتولّى سيسيه قيادة منتخب فرسان المتوسط في إطار مشروع كروي يُفترض أن يعيد المنتخب الليبي إلى الواجهة، ويقوده إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2027، غير أن الواقع الميداني اصطدم بتحديات مالية وتنظيمية، حالت دون استقرار الطاقم الفني، وألقت بظلالها على طموحات الشارع الرياضي.
وتعيش الجماهير الليبية حالة من القلق والترقب، خاصة أن سيسيه جاء بأحلام كبيرة وخبرة فنية معتبرة، على أمل إخراج المنتخب من دوامة الإخفاقات القارية، إلا أنه يجد نفسه الآن في مواجهة مأزق إداري يهدد بوأد المشروع قبل أن يبدأ فعلياً.
ولا تنفصل أزمة سيسيه عن المشهد العام لكرة القدم الليبية، الذي يعاني من تأخر في تنظيم الدور السداسي للتتويج بالدوري المحلي وكأس ليبيا، وهو ما يعكس عمق الاضطرابات داخل الاتحاد الليبي لكرة القدم، وسط انتقادات متزايدة لقيادته التي رفعت شعارات الإصلاح، دون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه الأوضاع سيقضي على ما تبقى من ثقة الجمهور في مؤسسات الكرة، ما لم تُتخذ قرارات حاسمة وجريئة تُخرج الرياضة من حالة الدوران في الحلقة المفرغة من الوعود المؤجلة والأزمات المتراكمة.